أبوظبي الصباح من مبعوثتنا علياء بن نحيلة هل تكون الإمارات العربية المتحدة بالفعل مركزا إقليمياً للثقافة والفنون والتراث، وجسراً للتواصل الحضاري مع العالم؟ وهل تصبح بلد الأعاجيب؟ هذا ما قد يتبادر إلى الذهن بعد زيارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير وبرج خليفة ومكونات جزيرة السعديات التي تبلغ مساحتها 27 كيلومتراً ويجري تحويلها حالياً إلى وجهة سياحية عالمية تمثل المنطقة الثقافية... وفيها محورها الأساسي لأنها تضم متحف الشيخ زايد الوطني، ومتحف اللوفر، ومتحف غوغنهايم العالمي ومنارة السعديات الثقافية، وخور دبي الثقافي الذي يمتد لمساحة عشرين كيلومتراً.وهذا ما تبين للوفد المتكون من 100 إعلامي من 43 دولة الذين استضافهم مركز المجلس الوطني للإعلام بمناسبة احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني ال40 من خلال زيارة جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي في إطار التعريف بالمعالم الثقافية.
قيمة فنية
يحظى جامع الشيخ زايد الكبير بابو ظبي بقيمة عاطفية وفنية فريدة من نوعها وهو بالفعل أحد المعالم الدينية البارزة التي تدعو إلى التسامح وتعزيز قيم التعايش المشترك بين أبناء الديانات والحضارات المختلفة. وله مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية باعتباره صرحاً معمارياً فريداً يعبر عن خلاصة فنون العمارة في العالم . وضع له حجر الأساس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ليصبح واحدا من ابرز المعالم الإسلامية في دولة الإمارات. وقد اسندت لهذا الجامع أنشطة وفعاليات متنوعة تساهم في استعادة الدور الحضاري الغائب للمساجد كما كان في عصور ازدهار الإسلام لأنه ليس مكان عبادة فحسب وإنما هو صرح لتعزيز قيم التعايش المشترك بين أبناء الديانات والحضارات المختلفة. ولمركز جامع الشيخ زايد الكبير مكتبة ينتظر ان تصبح خلال العشر سنوات القادمة واحدة من المكتبات المميزة في نوعية مقتنياتها العالمية بموضوعات الحضارة الإسلامية ومركزا علميا مرموقا للحوار والتسامح والتفاعل بين الحضارات ونشر المعرفة والثقافة المعاصرة والاهتمام بالموروث العربي والإسلامي والإسهام في أحيائه وتجديد قراءته. وتقع مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الطابق الثالث بالمنارة الشمالية للجامع وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد -حسب تصريح الدليل الثقافي المختص للوفد الاعلامي وقد كانت «الصباح» حاضرة فيه- لأن المئذنة تجمع بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم، الداعية إلى التسامح. وهذا الموقع الاستثنائي لهذه المكتبة جعلها على ما يبدو مقصدا للباحثين والقراء من مختلف أرجاء العالم.
برج خليفة والأرقام القياسية
أما برج خليفة فيشمخ عاليا في السماء، متخطيّاً كل الحدود والتوقعات إذ يرتفع من وسط الصحراء ليشرف على مدينة دبي ليزيدها تألقا وبهاء حيث يتوسط البرج قلب دبي وهو محورٌ لأهم وأرقى عناوين التسوّق والمطاعم والترفيه في العالم، وهو كذلك تجسيد صارخ لكل ما هو ضخم وفخم ورفيع المستوى في العالم. وقد تطلب تشييده التوفيق بين رؤيات تصورية وتقنية علمية راسخة، ليكون بالأرقام القياسية أطول مبنى في العالم -160 طابقا- وبأطول بنية قائمة بذاتها في العالم وذا أكبر عدد طوابق في العالم وأكبر عدد من الطوابق المأهولة في العالم وبأعلى منصة خارجية للمشاهدة في العالم وذا المصعد الذي يتّسم بأطول مسافة انتقال في العالم. وتعتبر جزيرة السعديات من أبرز المناطق التي خصتها الدولة بالمشاريع الثقافية والتراثية والأثرية حيث أرادتها جسر تواصل لتطل الإمارات وتنفتح على حضارات وثقافات العالم بما يجعلها مركزاً إقليمياً للثقافة والفنون والتراث وجسراً للتواصل الحضاري مع العالم. ومن بين أبرز هذه المشاريع التي تهدف إلى تحويل دبي إلى مركز ثقافي عالمي نجد مشروع (المتاحف العالمية) بدبي الذي تعرض فيه الكنوز الفنية والثقافية والتراثية حول العالم وتضم متحف الشيخ زايد الوطني، ومتحف اللوفر، ومتحف غوغنهايم العالمي ومنارة السعديات الثقافية.