نجاح عملية اغتيال بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان سابقا وزعيمة حزب الشعب ضربة جديدة توجه الى مصداقية نظام الرئيس برويز مشرف ونجاعة مؤسساته الامنية.. وهو الذي يتغنى منذ انقلابه العسكري على نواز الشريف بنجاحاته الامنية.. فيما لقي مشرف دعما امريكيا وغربيا كبيرا «تقديرا لجهوده في مكافحة الارهاب».. ولتحالفه الامني مع الولايات المتحددة وحلفائها الاطلسيين في الحرب الافغانية. ** جاء اغتيال بي نظير بوتو ليكرس صورة دموية عن الصراعات السياسية والحزبية في العالم العربي والاسلامي تسعى جهات عديدة لترويجها.. وجاءت تطورات الاوضاع في افغانستان ولبنان وفلسطين والخليج لتكرسها.. على حساب صورة الشعوب التي تناضل ضد الاحتلال الاجنبي.. وتكافح لاعادة بناء اوطانها.. على كل الجبهات.. وعلى حساب باكستان المصلحين والزعماء الوطنيين مثل محمد علي جناح ومحمد اقبال وعلي بوتو.. والد بي ناظير.. ** لكن قتل السيدة بوتو يرمز خاصة الى اغتيال صورة متسامحة عن المرأة المسلمة.. والزعيمة القادمة من مجتمع محافظ جدا التي قدرت على تزعم تيار شعبي كبير في بلدها.. وهي صورة برزت منذ عقود في الدول الاسلامية غيرالعربية اضطلعت فيها نساء مشهورات بمهمات سياسية كبرى على راس الاحزاب السياسية والحكومات.. لاسيما في باكستان وبنغلاديش وتركيا واندونيسيا... فضلا عن تالق نساء مسلمات بارزات في تلك الدول في مواقع علمية وسياسية أخرى.. بخلاف بعض الدول العربية.. حيث تروج قراءات سلفية متشددة للدين والتراث.. وبصرف النظر عن كل ماقيل ويقال عن ملفات الرشوة التي اتهمت بها بوتو وزوجها.. وعن تحالفات بي ناظير مع بعض كبار ساسة العواصمالغربية.. وعن تكليف حزبها بمحاربة التشدد الديني في باكستان.. فان اغتيالها سيزيد من قتامة الصورة المروجة عالميا عن العالم الاسلامي ككل.. بمعتدليه ومتشدديه.. بمثقفيه وأمييه.. برجاله ونسائه.. بعلمانييه ومتطرفيه.. انعكاسات قتل بوتو ستتجاوز شخصها.. وبلدها.. لان الجريمة ترمز الى اغتيال صورة.. صورة المرأة المسلمة العصرية المتسامحة.. وستخدم في كل الحالات سيناريوهات الاحباط.. والهزيمة.. ومسلسلات العنف.. والعنف المضاد.