بروكسيل آسيا العتروس رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تكرار السيناريو الليبي في سوريا وكشف المسؤول الروسي عن تحركات مكثفة لروسيا لدى مختلف الاطراف السورية. وقال لافروف في تصريحات خص بها "الصباح" ردا على سؤال متعلق بالاستراتيجية المستقبلية لبلاده ازاء دول الربيع العربي مع صعود الحركات الاسلامية في تونس ومصر والمغرب أن هناك لقاءات ومفاوضات مكثفة تجريها روسيا مع السلطات في سوريا كما مع المعارضة السورية في الداخل والخارج للخروج من الازمة... والدفع باتجاه استمرار الحوار وإجراء انتخابات. وأضاف وزير الخارجية الروسي: "نقول لهذه الاطراف الشيء نفسه، فنحن ندعم المبادرة العربية ونعارض تحديد مهلة كما يريدها البعض". واعتبر لافروف -الذي تحدث إلينا على هامش مشاركته أمس في أشغال المجلس الروسي-الاطلسي في بلجيكا في اطار اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي- ان التغييرات التي تحدث وإن مسار الانتخابات في تونس والمغرب ومصر "يجب أن تدفع باتجاه مصلحة المجتمعات وليس مصلحة أحزاب عرقية أو دينية وهذا ما يشغلنا كثيرا". وأكد أن "ما رأيناه في مصر من اعتداءات على المسيحيين والاقليات والكنائس يشكل مصدر انشغال كبير، ومع ذلك فإننا لا نعتبر أن الانتخابات انتهت". وأشار لافروف في معرض رده الى مخاوف روسيا من مخاطر الانقسامات الحاصلة في العالم الاسلامي والتوتر الحاصل بين السنة والشيعة معربا في ذات الوقت عن قلقه إزاء تصاعد المد الاسلامي في المنطقة. وشدد على أنه "من حق الدول أن تقررالمصير الذي تريده" وأن مسار التاريخ سيثبت أنه لا يجب التوقف عند حدود المصالح الجيوسياسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وخلص لافروف في تصريحاته على هامش مشاركته في أشغال لجنة الاطلسي وروسياببلجيكا إلى أنه بامكان بقية الدول أن تساعد متى لزم الامر بكل الوسائل السياسية والديبلوماسية لتشجيع الاطراف على الحوار ولكن ليس لتحديد الخيار، مشيرا الى تمسك روسيا بموقفها الرافض لاي تدخل في سوريا أوالحديث عن فشل للحوار. وقال ان هذا ليس الطريق المطلوب لفرض التوازن. وشدد المسؤول الروسي على ما يحدث في اليمن معتبرا انه رغم الصراع الدموي بين السلطة والمعارضة فان الدول العربية اقترحت خطة سلام كما أن هناك تدخلات لأطراف خارجية أمريكية وكذلك دول الخليج لتحقيق التغيير دون تحديد مهلة، معتبرا أن في ذلك مسؤولية كبيرة وانه تم التوصل الى اتفاق في اليمن، ومصرا على أن هذا ما يجب ان يحدث في سوريا. أما عن الاختلافات مع الحلف الاطلسي، فقد اعتبر لافروف أن النوايا الطيبة مؤقتة وان من حق روسيا الحصول على كل الضمانات المطلوبة.