أن ينجح فنان شاب في مسيرته الفنية وينسج على منوال الكبار من المطربين، أمر يتطلب الكثير من الانضباط وثقافة موسيقية معمقة..خصال قلما توفرت عند أغلب الموسيقيين التونسيين للبروز على الساحة المحلية والعربية. وسفيان الزايدي من بين الفنانين التونسيين الذين كسبوا الرهان نظرا إلى تمتّعه بميزات عديدة من شأنها أن تكون عاملا رئيسيا لنجاح أي فنان. إنه وهو العازف على العود الشرقي والتونسي وأغلب الآلات الايقاعية والمتحصل على بطاقة احتراف اختصاص إنشاد عمل مع فرقة المعهد الرشيدي مند 2003 والمجموعة الموسيقية لبلدية تونس وفرقة الأبيض المتوسط ومجموعة الأخوين أمين وحمزة المرايحي وفرقة الإذاعة والتلفزة التونسية إلى جانب مشاركاته المتنوعة على الصعيد العالمي في اسبانيا مثلا وجنوب إفريقيا وتركيا للتعريف بالطبوع التونسية بمختلف أنماطها من الموشحات والمالوف. مشاركات ساهمت في مزيد تألق هذا الفنان الذي وجه له معهد العالم العربي بباريس دعوة ليحيي يوم 14 جانفي المقبل حفلا احتفاء بالثورة للغناء والتعريف بالمخزون الموسيقي التونسي.. اتصلنا بهذا الفنان الشاب ليبين لنا سر نجاحه ولنتعرف على الجديد في مشواره الفني والطريق التي انتهجها لتتيح له فرصة البروز عالميا خاصة وأن الموسيقى التونسية مازالت تشكو العديد من النقائص.. فكان الحديث التالي:
سفيان الزايدي يغني ويعزف على العود التونسي والشرقي والآلات الإيقاعية، هل ترى أن نجاح الفنان يتوقف عند ثقافة موسيقية واسعة؟
أمر بديهي فالتمكن من العزف على آلات مختلفة والإنضباط في التمارين والبروفات يجعل الفنان يتنقل من مقام إلى مقام بأريحية مطلقة بل تجعله يقدم إضافات على مستوى الأداء وهو ما يصنع الفارق من فنان إلى آخر. إضافة إلى ذلك أرى أن الإنضباط على جميع المستويات سواء أثناء العمل أو إثر الاحتكاك بالفنانين أو التعامل مع الناس هي السبيل للنجاح.
بما أن العود التونسي يمثل جزءا لا يتجزأ من التراث الموسيقي التونسي لماذا ترغب الأجيال الصاعدة عن استعمال هذه الآلة؟
-بقطع النظر عن ميزة هذه الآلة، أرى أن المشكل الرئيسي هو كيفية استغلالها، هذا إلى جانب عدم ترغيب الأجيال الصاعدة أمام ظهور أنماط موسيقية متنوعة تأثرت بمختلف الآلات الغربية. ثم إن العود الشرقي يحمل مساحات أشسع على مستوى المقامات..من جهة أخرى نكاد نفقد العازفين على آلة الرباب لفقرها وهيمنة آلات أخرى عليها.
تم توجيه الدعوة إليك مؤخرا من طرف المعهد العالي العربي بباريس لتمثيل الموسيقى التونسية واحتفاء بثورة 14جانفي ما سر اختيارك أنت بالذات؟
أنا من بين التونسيين الذين مثلوا التراث الموسيقي التونسي مند سنة2009 في غرناطة ضمن احتفالات القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية ثم جددت اللقاء في اسبانيا من خلال عرض فني جمعت فيه الطبوع التونسية بمختلف الأنماط من موشحات ومالوف إضافة الى أغاني الهادي الجويني وعلي الرياحي التي لاقت استحسانا كبيرا من الجماهير. ثم إثر عرض بفضاء النجمة الزهراء اهتدى العازفون الاسبان آنذاك إلى فكرة المزج بين الموسيقى الاسبانية والتونسية وتنظيم عرض في ساراقوستا الذي برمج وكان ناجحا على جميع المستويات.. كل هذه الأنشطة ساهمت في إعطاء صورة متميزة لتونس ومنح الثقة مجددا في سفيان الزايدي لتكريم ثورتنا وثقافتنا يوم 14جانفي المقبل بباريس.
ماذا تقول للأجيال الصاعدة من الموسيقيين والشباب التونسي عامة بعد الثورة؟
أن يعتز شبابنا بقيمته أكثر من ذي قبل، أن يثق بنفسه دون الشعور بالنقص أمام المجتمعات الغربية وأن يعتز خاصة بالهوية التونسية لأنه واجب وأمر مقدس. والشباب التونسي قادر على الإبداع على جميع الأصعدة وفرض نفسه في المحافل الهامة.
ماذا عن كليب -بابا علي عزوز- ما هي قصة هذا المشروع الموسيقي ؟
الفكرة كانت لكريمة الوسلاتي، وهي محاولة جريئة لإحياء تراث زغوان نظرا لأنه لم يدون ولم يصور من قبل. أقبلت على هذا المشروع بكل جدية ناهيك أنني سأدرج هذا الموضوع على مستوى الدراسة في بحث كامل في المرحلة الثالثة. كما اتصلت بشيوخ الطريقة العزوزية للظفر بمعلومات قيمة عن الصوفي علي عزوز وعن النوبات والمجردات المتداولة في مجالسهم..الكليب من إخراج هيثم العرفاوي وسيكون جاهزا خلال الأيام المقبلة.