- علمت "الأسبوعي" أنّ خلافا نشب داخل اعتصام كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنوبة الذي نظّم مؤخرّا للمطالبة بحقّ المنقبات في مزاولة الدراسة. وللبحث في سبب هذا الخلاف، تنقّلّت "الأسبوعي" إلى كليّة الآداب بمنوبة حيث التقت بالطالب سلمان رزيق المتحدّث باسم المعتصمين والذي أكد أنّ أحد المنضمّين إليهم يدعى سهيل الطرشي قام بتهديد المنقبات وتخويفهنّ بالتدخل الأمني مقابل الإمضاء على ورقة تنصّ على تبرئتهنّ من الاعتصام والتصريح بكون المعتصمين لا يمثّلنهنّ. وذكر سلمان أنّ الطالب سهيل توجّه إلى المبيت الجامعي للفتيات «بن زهر» بمنوبة والذي تقيم فيه الطالبة المنقبة إيمان المالكي بهدف التأثير عليها وإجبارها على الإمضاء، ممّا استوجب تدخلّه رفقة طالبين. وقال سلمان: «بمجرّد تدخلنا ومحاورتنا إيّاه، تمّ تعنيفنا من قبل شابّين كانا برفقته، ممّا تسبب في إصابتي على مستوى الصدر والرأس، وتسلّمت شهادة طبيّة في الغرض». ويشار إلى أنّ «الأسبوعي» تحصّلت على نسخة من الشهادة الطبيّة التي أثبتت صحّة قوله، كما أنّ الصورة تعكس ذلك. وأكدّت الطالبة المنقبة إيمان ل»الأسبوعي» تصريح سلمان، قائلة: «لقد ضايقني الطالب سهيل وطلب منّي التأثير في بقيّة الإخوة المنقبات لفضّ الاعتصام لكنّي رفضت». وأشار سلمان إلى أنّ التصرفّ الذي قام به سهيل، تجاه الطالبات المنقبات، يهدف إلى إزالة الأنظار عن فعلة السرقة التي قام بها. دعم سلفي للاعتصام وحرصا منّا على الموضوعيّة، اتصلنا أيضا بالطالب سهيل الطرشي الذي صرح بأنّ «الهدف من اتّهامه بالسرقة هو تشويه سمعته لكونه غير راض عن تعليق الدروس بسبب الاعتصام». وقال في هذا الإطار: «إنه ليس أمرا عادلا أن نحرم قرابة 9 آلاف طالب من الدروس من أجل 4 طالبات منقبات». وأعرب سهيل عن اقتناعه بأنّ النقاب ليس فرضا، قائلا: «لقد التحقت بالاعتصام إيمانا منّي بحريّة اللباس وليس دفاعا عن النقاب لأنّي مؤمن بأنّ النقاب ليس فرضا في الإسلام». وذكر أنّه حاول إقناع الطلبة المعتصمين بفكّ الاعتصام، لكنّ «رفضهم هو ما دعاه إلى الاتّصال ببعض الطالبات المنقبات»، حسب قوله. وصرّح بأنّه طلب من المعتصمين مغادرة إدارة الكليّة والاعتصام في الحديقة ، لكنّه لاقى رفضا قاطعا لذلك المطلب من قبلهم. واعتبر سهيل أنّ الطلبة المعتصمين لا يختلفون عن عميد الكليّة باعتبار أنّ «العميد يخدم أجندة حزبيّة في حين أنّ المعتصمين يخدمون مصلحة فئويّة». وفي سؤالنا عن الفئة التي يخدمها الطلبة المعتصمون، قال محدّثنا: «إنّهم على اتّصال دائم بأبي عياض المتحدّث باسم السلفيّة في تونس». وذكر أنّ أبا عياض يعتبر المساند الأوّل للاعتصام لكونه يقدّم لهم الدعم المادي لتوزيع المطويّات المتعلّقة بالنقاب ويساهم في تزويدهم بالأكل. وهو ما نفاه الطالب سلمان رزيق لدى اتصالنا به. ويشار إلى أنّ وسام عثمان المنسقّ العامّ للجنة الدفاع عن المحجبات قاطع هو الآخر الاعتصام. إذ قال ل»الأسبوعي»: «دعوت المعتصمين إلى تعليق الاعتصام دون التخلّي عن مطلبهم في إقامة مصلّى داخل الجامعة وحقّ المنقبة في مزاولة الدراسة. لكنّ رفض بعض المعتصمين هو ما دفعني إلى مغادرتهم». وأمام تمسّك كلّ طرف بموقفه، يبقى طلبة كليّة الآداب بمنوبة محرومين من حقّهم في الدراسة ويبقى القرار النهائي للحسم في هذه المسألة بيد وزارة التعليم العالي باعتبارها المشرف الأوّل على الجامعات. خولة السليتي