وصل في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من نهار أمس محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت لمخيم اللاجئين بمنطقة الشوشة برأس جدير من معتمدية بن قردان قادما من مطار جربة/جرجيس الدولي على متن طائرة عمودية عسكرية رفقة عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال والفريق الأول رشيد عمار رئيس الجيوش الثلاثة وعماد الدائمي الوزير مدير الديوان الرئاسي وقبل أن يتعرف على مجهودات وتدخلات الجيش الوطني منذ انطلاق الأحداث في ليبيا، تجمع اعداد من مواطني وأهالي معتمدية بن قردان قرب الخيمة التي تم تركيزها لتقديم العرض المتصل بتدخلات الجيش الوطني. واستمع المرزوقي الى مشاغل وطلبات المواطنين وتركزت أهم التدخلات بإيلاء معتمدية بن قردان كل العناية والاهتمام على المستوى التنموي وبعث مشاريع بهدف احداث اكثر عدد ممكن من مواطن الشغل وأشار البعض الآخر إلى ان معتمدية بن قردان من المناطق التي ثارت ضد النظام السابق وأنها عانت كثيرا من الإقصاء و التهميش عبر بعض المتدخلين معبرين عن املهم في أن لا تبقى معتمدية بن قردان في تبعية متواصلة لليبيا على المستوى النشاط التجاري وأن يبقى مصيرها مرتبطا بهذا البلد اضافة الى ضرورة التفكير في حسن استغلال ميناء الصيد البحري بمنطقة الكتف وتمت أيضا المطالبة بإيجاد حل لمسألة السيارات ذات الترقيم ألمنجمي الأجنبي، وردّا على هذه التدخلات أشار المنصف المرزوقي ان كل هذه المشاغل سيوليها كل الاهتمام والعناية، وطلب من الحاضرين ان يتحلوا بالصبر في انتظار أن تشرع الحكومة في مهامها ليستمع اثر ذلك داخل الخيمة إلى عرض قدمه العميد الطبيب محمد السوسي المسؤول عن المنظومة الصحية للجيش الوطني بولايات الجنوب منذ انطلاق الأحداث في ليبيا.. مشيرا إلى أن عدد الوافدين في اليوم الأول عند انطلاق الأحداث في ليبيا بلغ 120 ألفا، ليكون العدد الجملي للاجئين 900 ألف لاجئ مروا من المعبر الحدودي براس جدير والمعبر الحدودي وازن/ذهيبة اضافة الى مليون ليبي اجتازوا الحدود التونسية وتمت الاحاطة بكل هؤلاء الوافدين من طرف الجيش الوطني بالتعاون مع مختلف الأطراف المتدخلة وأن 966 عملية جراحية تم إجراؤها في المستشفيات العسكرية سواء براس جدير او بذهيبة، اضافة إلى أن 460 ألف عيادة من طرف 84 إطارا طبيا من الجيش بالتعاون مع المنظومة الصحية بوزارة الصحة العمومية وأضاف العميد الطبيب محمد السوسي أن نشاط الجيش الوطني اشتمل أيضا على تقديم الأكلات، بمعدل 20 ألف أكلة في كل وجبة (03 وجبات في اليوم) دون ان يقع تسجيل ولو حالة تسمم واحدة، كما كان للجانب الاجتماعي نصيب حيث اشرف الجيش على 06 حفلات زواج، و52 عملية ختان اضافة إلى تهيئة ملاعب للأطفال وللكهول.. وتوجه العميد السوسي بجزيل الشكر إلى الشعب التونسي على مساندته لمجهودات الجيش الوطني، مثمنا أيضا مجهودات الإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب، وانه بفضل تضافر كل هذه الجهود لم تسجل أيّة حالة مرض معد. وأشار العميد الطبيب محمد السوسي إلى أن الجيش الوطني يحيط حاليا ب3400 لاجئ داخل مخيمات الشوشة الذين لم يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم نظرا للظروف التي تمر بها حاليا بلدانهم.. وتجدر الإشارة إلى انه عند مغادرة محمد المنصف المرزوقي للخيمة تجمع مرة أخرى المواطنون حوله مرددين النشيد الوطني ومطالبين بضرورة إيلاء كل الاهتمام لمشاغلهم. بعد ذلك زار الرئيس بعض اللاجئين المتواجدين داخل المخيم والذين طالبوا بمساعدتهم على العودة إلى بلدانهم وقبل أن ينهي هذه الزيارة التي تواصلت قرابة الساعة، تحدث رئيس الجمهورية المؤقت لممثلي بعض وسائل الإعلام التي كانت حاضرة مشيرا أن كل الطلبات والمشاغل لهذه المنطقة المحرومة (بن قردان) -على غرار بقية المناطق المماثلة- ستكون محل اهتمام الحكومة الجديدة فور مباشرتها لمهامها خاصة وأن تونس كانت خارج السكة داعيا إلى التحلي بالصبر وإعطاء الحكومة الوقت الكافي لمعالجة كل هذه المشاغل، مضيفا أنه فخور بالمجهودات الجبارة التي قام ومازال يقوم بها الجيش الوطني التونسي منذ انطلاق الأحداث في ليبيا وبعد نهايتها.