انطلقت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الخرافة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد يوم 17ديسمبر 2011 لتتواصل إلى غاية 25من نفس الشهر، وهي تظاهرة تنظم على غرار كل سنة لتقدم مجموعة من الخرافات ذات البعد الأسطوري. وقد افتتح المهرجان بعرض-زاف وزفزاف- للراوية خيرة العباسية و-راجل ومرا- للراوية هدى بن عمر يوم 18ديسمبر، تلاها عرض التغريبة- للراوي بغدادي عون يوم الاثنين 19ديسمبر. أما عرض أول أمس الراي العادم- لمراد كروت فقد مرر الخرافة إلى الأطفال بطريقة خاصة ومتميزة خاطبت مخاوفهم وحيرتهم وتساؤلاتهم. وقد واكبت «الصباح « العرض لتكتشف الوجه الآخر للممثل مراد كروت-بعيدا عن التلفزة والمسرح- وحضوره اللافت للنظر وأسلوبه المتفرد في تخاطبه مع الأطفال وشدهم لتتبع أحداث القصة الأسطورية المليئة بالقيم والمبادئ النبيلة والمثيرات التي من شأنها أن تخاطب الحواس وتهيئ الطفل نفسيا واجتماعيا لدخول معترك الحياة.وقد تضمن عرض-الراي العادم- قصتين أسطوريتين الأولى يسرد فيها مراد كروت قصة رجل مسن له أن يحقق ثلاث أمنيات مهما بلغت من صعوبة لتحقيقها فما راعه إلا أن طلبت منه زوجته المسنة أن يمنحها أمنية من الامنيات لتسترد بها شبابها وتصبح صاحبة القوام الرشيق بعد أن بلغت سن أرذل العمر فكان لها ذلك..فامتلكها الغرور وأصبحت تعامل رفيق دربها بازدراء. وبما أن زوجها مازال يحتفظ بأمنيتين قرر معاقبتها بتحويلها الى خنزيرة..وبعد إلحاح كبير رق لها قلبه وأعادها إلى حالها الأول وبين لها أن تلك الأمنية التي حظيت بتحقيقها كان لها أن تستغلها في أفعال خيرة ونبيلة.. أما الخرافة الثانية فهي تنقل قصة صياد بسيط أنقذ حياة حوت كبير ونسر وثعلب صغير.هذا الصياد كان يطمح للزواج من أميرة شرطها الوحيد أن لا تلمحه مرآتها العجيبة وقد حددت له المدة التي يستطيع أن يختبئ فيها. المرة الاولى يفشل حين تخبأ في بطن الحوت لأن مرآة الأميرة تكشف عن كل ما يدور حولها..نفس الشيء في المرة الثانية لما استعان بالنسر لحمله الى جبل شاهق يعسر الوصول اليه..لينجح أخيرا بواسطة حيلة الثعلب الذي حفر نفقا طويلا الى ان وصل الى تلك المرآة العجيبة ويستقر الصياد تحتها مباشرة ويمكث بضعة أيام الى ان انتهت المدة الزمنية المتفق عليها..ولما خرج تزوج الأميرة..الخلاصة من هذه الخرافة كانت واضحة دلك أن تحقيق المستحيل لا يتوقف على القوة بدليل أن الضعفاء يستطيعون كذلك تجاوز الصعوبات وتفاديها.. هكذا تجسد الخرافة اعتقادا أو فكرة قائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي ولكنها تلعب دورا كبيرا في نمو شخصية الطفل وهي تحدثه عن الموت والحب والكراهية والصراعات..