اليابان لم يتخل عن هدفه في الفوز بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي تونس - الصباح "رغم اني زرت تونس مرتين في السابق فانها المرة الاولى التي اكتشف فيها سحر هذا البلد "بهذه الكلمات بدا السفير الياباني شيغيرو اندو حديثة الينا بعد نحو شهر ونصف على توليه منصبه الجديد "مضيفا في نفس الوقت انه لمس اهتماما كبيرا من جانب التونسيين باخبار اليابان وهم الذين تعودوا ولاسباب تاريخية ولغوية وثقافية وغيرها على الاهتمام باخبار اوروبا كل ذلك اضافة الى ما اكتشفه لدى التونسيين من صفات الاعتدال والتسامح التي تعد من شروط بناء الشراكة الاستراتيجية الناجحة. يذكر ان السيد شيغيرو اندو بدا مسيرته الديبلوماسية منتصف السبعينات وتقلب عدة مناصب حيث مثل بلاده في الاممالمتحدة كما عمل في العراق وكان شاهدا على انهاء الحرب العراقية الايرانية وفق قرار مجلس الامن الدولي وعمل في الفيليبين والسعودية وسويسرا وتولى ادارة مكتب الشرق الاوسط وشؤون افريقيا في الخارجية اليابانية. وقال السفير الياباني في اللقاء الذي استمر نحو ساعة والذي تمحور حول عديد المسائل المرتبطة بافاق التعاون بين تونسواليابان فضلاعن عدد من القضايا المرتبطة بموقع اليابان على الساحة الدولية في خضم التحولات المتسارعة انه ومنذ زيارة الرئيس بن علي الى اليابان في 1996 تفاقم اهتمام التونسيينباليابان واتسعت معها الافاق انطلاقا من عديد المشاريع الاستثمارية وغيرها التي ارتبطت باكتمال خمسين عاما من العلاقات الديبلوماسية بين تونسواليابان العام الماضي ولاحظ انه رغم ان تونس بلد صغير من حيث المساحة فانه يحظى بمكانة واسعة على الساحة الدولية . واعرب السفير الياباني عن تفاؤله بشان الافاق المستقبلية للعلاقات بين تونسواليابان معترفا بضرورة مزيد تعريف اليابانيين بهذا البلد من اجل مزيد فرص الاستثمار في مختلف الميادين السياحية والاقتصادية وغيرها منوها بما تحقق حتى الان في مجالات الطاقة وبناء الجسور والتعليم العالي وغيره، وفي مجمل ردوده حول تساؤلاتنا بشان موقع اليابان على الساحة الدولية قال السفير الياباني انه ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية اختار اليابان التخلي على مبدا القوة في حل النزاعات وهو ما اهله لتحقيق التنمية المطلوبة بما جعل اهتمامات اليابان تتجاوز اسيا الى افريقيا مؤكدا على اهمية المؤتمر الياباني الافريقي الذي يلتئم كل اربع سنوات والذي سينعقد في ماي القادم وهدفه ارساء الثقة المتبادلة والحد من الفقر ودعم التعاون جنوب جنوب .و قد نفى السفير الياباني ان يكون الصينيون يسعون لاخذ مكان اليابان في افريقيا مضيفا ان لكل من الصينيين واليابانيين طرقه في العمل وان الامر لا يتعلق بالتنافس معتبرا ان اوروبا قدمت الكثير لافريقيا وقد جاء الان دور اليابان ليدعم اسباب التعاون مع القارة الافريقية وقال ان لليابان مبادراته وفق مشروع "ايكاد" للتعاون مع افريقيا وربما يمكن مستقبلا ايجاد موقع للتعاون بين الصين واليابان في القارة السمراء، وكشف السفير الياباني ان بلاده ستقدم خلال قمة الثمانية بالمانيا مبادرة لتقليص انبعاثات الغاز واشار الى ان الخلافات بشان اتفاق كيوتو تبقى قائمة .4 وعن دور اليابان في العراق قال السفير الياباني ان بلاده اهتمت منذ البداية بدعم اسباب الامن والاستقرار في هذا البلد وان الحكومة اليابانية رصدت لذلك خمس مليارات دولار لاعادة بناء المدارس والطرقات ومساعدة المدنيين ولاحظ ان ارسال قوات يابانية الى مدينة السماوة كان هدفه سلمي بالدرجة الاولى تماما كما كان الحال في افغانستان، وقد نفى السفير الياباني ان يكون بلاده قد تخلى عن هدفه في الفوز بمقعد دائم في مجلس الامن الدولي واثنى على جهود تونس في الاممالمتحدة لدعم الحظوط اليابانية وقال "لم نتخل عن هذا الهدف ومصرين على تحقيقه ونحن نامل في دعم اكبر من الدول الدائمة في مجلس الامن الدولي لتحقيق هذه الخطوة". وعن الجدل الدائر حول تغيير الدستور الياباني وتحديدا تغيير البند 49 منه الذي يمنع اليابان من تشكيل قوة عسكرية قال السيد شيريغو اندو ان هناك حديثا عن الدستور الياباني ولكن ذلك لا يعني بالضرورة اتجاه لتغييره واوضح ان تشكيل وزارة دفاع لاول مرة في اليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ليس مؤشرا على تغيير الدستور الياباني موضحا ان اليابان لديه التزامات كثيرة ولديه قوات لحفظ السلام منتشرة في الجولان وانه يحرص على ارسال قوات للتدخل كما حدث في زلزال باكستان او خلال كارثة تسونامي الامر الذي يدعو الى ضرورة تنظيم وتقنين انتشار هذه القوات وشدد على ان المطلوب عدم اساءة فهم نوايا اليابان. وعن القواعد العسكرية الامريكية في اليابان قال انها هناك بموجب اتفاق ياباني امريكي ومهمتها الرد على أي هجوم قد يتعرض له اليابان واضاف بان اغلبية اليابانيين يؤيدون بقاء تلك القوات. وعن الدرس الياباني بعد الحرب العالمية الثانية واسباب نجاح اليابان في النهوض من جديد بعد قصف هيروشيما قال السفير الياباني ان الشعب الياباني كان موحدا وحريصا على اعادة بناء البلد الذي دمر وان ذلك لم يكن ممكنا بدون ارادة اليابانيين واعتبر السفير الياباني ان الاستقرار في العراق شرط اساسي لتحقيق المصالحة الوطنية للخروج من الوضع الراهن.