تونس-الصباح نظّمت المدرسة الوطنية للادارة بتونس لقاء بين طلبتها واساتذتها مع سفير اليابانبتونس السيد شيغيرو أندو الذي قدم محاضرة حول "العلاقات الثنائية بين اليابانوتونس". بعد تقديم موجز صاغه السيد عفيف الهنداوي، مدير المدرسة الوطنية للإدارة وقدّم خلاله نبذة عن المشوار الدبلوماسي للسفير الياباني الذي يتميز بكونه ممن يتقنون اللغة العربية، ألقى سفير اليابان كلمة بدأها بقراءة لمستقبل الدبلوماسية اليابانية في العالم العربي انطلاقا من المحاضرة التي ألقاها مؤخرا وزير الخارجية الياباني السيد أسو تحت عنوان "سياسة اليابان في الشرق الأوسط كما أتصورها". و تمحورت مداخلة السفير حول فِكرتين تُلخصان التوجه الجديد للدبلوماسية اليابانية في المنطقة وهي: الدبلوماسية الفاضلة "la diplomatie vertueuse" وقوس الحرّية والتقدم "l'arc de la liberté et de la prospérité" . هذا التوجه الشامل تبنته طوكيو.. "لتؤكد ان اليابان يؤمن بكل القيم الكونية مثل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وكذلك تكريس الديمقراطية وعلوية القانون". 600 مليون دينار من القروض من ناحية أخرى، استعرض السيد أندو تاريخ العلاقات اليابانيةالتونسية على المستوى الديبلوماسي، مستشهدا بالزيارات الرسمية التي تم تبادلها بين كبار مسؤولي البلدين وخاصة زيارة الدولة التي أداها الرئيس زين العابدين بن علي إلى اليابان سنة 1996.. وزيارات المسؤولين اليابانيين الى تونس.. كما توقفت كلمة السفير الياباني عند ملف العلاقات الاقتصادية الثنائية وخاصة المبادلات التجارية والمالية التي تجمع بين اليابانوتونس.. مقدّما في الآن نفسه عرضا للقروض التي أسندتها اليابان إلى تونس وذلك لإنجاز عديد المشاريع الهامة المتعلقة خاصة بتطوير البنية التحتية.. وقد بلغت قيمة تلك القروض في سنة 2006 حوالي600 مليون دينار(594 مليون دينار)، هذا زيادة عن المساعدات والمنح.المتفرقة.. المياه والكهرباء بالنسبة للتعاون التقني بين البلدين، أشار السيد أندو إلى المحورين الرئيسين اللذين يمثلان أساس هذا التعاون وهما أولا: جلب العديد من الخبراء اليابانيين إلى تونس واستقبال متربصين تونسيينباليابان... كما اشارالسفير الى الدور الذي يلعبه المتطوعون اليابانيونبتونس في شتى المجالات والذي أثمر إنجاز العديد من المشاريع الهامة من ذلك مشروع تطوير القطب التكنولوجي ببرج السدرية وإدخال الطاقة الكهربائية إلى المناطق الريفية، توزيع المياه الصالحة للشرب، ومشروع تصريف الموارد المائية إلى واحات الجنوب، ومشروع تجهيز المقر الجديد للتلفزة التونسية ... تعاون مع الجامعات أما على المستوى العلمي والأكاديمي، اورد السفير أندو أن اليابان شجع عدة برامج للشراكة وتبادل الباحثين والطلبة ومول احداث بتونس " مركز شمال أفريقيا والمتوسط للبحث والتعليم لجامعة تسوكوبا" وهو اول مركز لهذه الجامعة العريقة بالخارج. وقام السيد أندو باستعراض الأنشطة الثقافية اليابانية التي تمت برمجتها في تونس خلال السنوات الفارطة والتي كان الهدف منها تقريب المسافات بين الشعبين الصديقين اليابانيوالتونسي. نفط العرب وفي سياق استعراض الصبغة الاستراتيجية للعلاقات اليابانيةالتونسيةواليابانية العربية أكد سفير اليابان على صبغتها الاستراتيجية ..وان فرص تطوير الشراكة بين تونسواليابان كبيرة جدا في مختلف المجالات.. وبالنسبة للابعاد المستقبلية للشراكة أكد السفير على ان الاقتصاد الياباني يعتمد بالنسبة للطاقة من نفط وغاز بنسبة 80 بالمائة على وارداته من الدول العربية والاسلامية وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي وايران.. وهو يلتقي في هذه النقطة مع الصين والهند اللذين يعتمدان بنسبة تتراوح بين 70 و90 بالمائة على مصادر الطاقة العربية والايرانية.. وهو ما يفسر تزايد الاهتمام الياباني والصيني والهندي بالعالم العربي وايران.. لكن السؤال الذي لا ينبغي مطالبة السفير الياباني بالاجابة عنه.. بل ينبغي القاؤه على العواصم العربية هو: متى يستخدم القادة العرب سلاح النفط والغاز لدفع شركائهم نحو الوقوف الى جانب المطالب المشروعة لشعوب المنطقة ومنها القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية.. وفتح الابواب لشعوب الدول العربية ..ونخبها.. في الاستثمار وحرية تنقل رؤوس الاموال والمسافرين..؟؟