من المؤسف حقا أن تغلق البعض من المؤسسات الجامعية في تونس قبل العطلة وأن تشهد جمودا كليا على مستوى سير الدروس. والخوف أن يستمر الوضع على حاله حيث في كل مرة يدخل فيها الطلبة في اعتصام رافضين العودة إلى مقاعد الدراسة يتم غلق الجامعة. أسباب كثيرة تعكس إيديولوجيات متنوعة ترجع بالضرورة إلى صدام فكري قد يكون نتيجة إما لسوء هضم لمفهوم الديمقراطية والحرية- بعد عقود من الكبت والاستبداد- أو نتيجة لمصالح شخصية ضيقة..الإعتصامات التي شلت حركة عدد من المؤسسات الجامعية جدت بالخصوص بمعهد الفنون الجميلة بالعاصمة وكلية الفنون والإنسانيات بمنوبة والمعهد العالي بالموسيقى بسوسة. وبشأن المعهد العالي للموسيقى فإن نشوب نزاعات بين بعض الطلبة والأساتذة والموسيقار المدير الجديد محمد القرفي كان كفيلا بوقف الدروس بالمعهد. أين وصلت الأمور وهل تم الاتفاق حول حل يراعي مصلحة أغلبية الطلبة الذين ليسوا كلهم بالضرورة من المشتركين في العمليات الاحتجاجية ( التي أدت إلى إيقاف الدروس في أكثر من مؤسسة جامعية لا سيما المؤسسات التي ذكرنا ) اتصلنا بمحمد القرفي لتبين أهم المستجدات التي دارت بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة نظرا لأن بعض المؤسسات الجامعية الأخرى حسمت مشاكلها وهي بصدد العودة إلى سالف نشاطها. محمد القرفي -وإن بدا غير راغب في الحديث عن الموضوع- نظرا لأنه بين آراءه ومواقفه في العديد من المناسبات فإن االصباحب أصرت على معرفة مصير المعهد العالي للموسيقى بسوسة بعد العطلة الجارية خاصة بعد رفض الطلبة والأساتذة العودة إلا إذا وجدت حلول جذرية أو وقع تغيير المدير. فكان أن أبدى استغرابه من الفوضى السائدة من قبل أطراف يقول أنه سيتكفل القضاء بمحاسبتهم كما معاقبة مجلس التأديب لكل من ساهم في تعطيل الدروس وإنشاء بلبلة في المعهد..إضافة إلى أنه أكد على أن المعهد سيزاول نشاطه قريبا والأيام القادمة ستثبت مدى حرص الإدارة الجديدة على تجاوز العقبات والنهوض بالمستوى الدراسي بطرق ممنهجة. مقابل ذلك وإجابة عن سؤال وجهناه لمحمد القرفي مفاده أن العديد من الطلبة يرون أنه يرفض في كل مرة إجراء مباحثات هادفة وبناءة ويكتفى بإلقاء أوامره ونواهيه حسب قولهم نفى محدثنا كل تلك التهم مبينا أنهم سيدركون جيدا أن الحكم على مسؤول معيّن وتقييم عمله يقتضي التوقف عن توظيف البرامج وتفادي كل من كان سائدا من مشاكل وتجاوزات. فهل يكون محمد القرفي وفيا لكل هذه الوعود، والمعهد العالي للموسيقى بسوسة بأمس الحاجة إلى عمل جاد بعيد عن الانسياق وراء الموجات التقليدية ؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة لاسيما بعد العودة الجامعية إثر نهاية عطلة الشتاء..