محسن الزغلامي من يهدد السلام والأمن العالميين... إيران "المتعنتة" والمتهمة - غربيا وأمريكيا - بأنها تسعى الى امتلاك أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي سلمي... أم إسرائيل "المستغولة" - شرق أوسطيا - والتي "تجلس" بالفعل على ترسانة رهيبة من هذا النوع من الأسلحة قوامها مئات الرؤوس النووية ؟؟ ... نحن نطرح هذا السؤال على خلفية التهديدات الايرانية الأخيرة بغلق مضيق هرمز البحري في حال فرض الغرب عقوبات على صادراتها النفطية وما أنتجته هذه التهديدات من ردود أفعال وتهديدات أمريكية مضادة... ولا نطرحه انطلاقا من شعور حقيقي أو حتى مجرد احتمال بأن "مواجهة" عسكرية وشيكة يمكن أن تحدث بين ايران وأمريكا أو بينهما ( ايران ) واسرائيل... فهذه حرب لن تقع - على الأرجح - لا فقط لأنها ستكون مكلفة وكارثية - اقليميا ودوليا - وانّما أيضا لأنها لا تمثل "ضرورة" حيوية تاريخية أو"حاجة" ماسة لأي طرف من هذه الأطراف على المدى القريب - على الأقل -... أما اذا ما أردنا أن نجيب عن سؤال : "من يهدد السلام العالمي" : ايران أم اسرائيل؟ فان الاجابة لن تكون الا بكلمة كليهما (إيران وإسرائيل) ومعهما - وبتفاوت - أمريكا والمجتمع الدولي برمته... أجل... ايران واسرائيل لأنهما تمثلان - ربما - نموذجا للأنظمة التي لا يمكن الا أن تكون "خطيرة" و"متطرفة" في ذاتها وفي سياساتها ومواقفها و"طموحاتها"... فالأنظمة السياسية التي تتأسس على "الهوس الديني" - ولا نقول على خلفية دينية - عادة ما تكون دولا "منفلتة"" وخارج السياق - لا فقط تاريخيا - وانما أيضا على مستوى طبيعة الحضور في المشهد السياسي والأمني على الخارطة الدولية... ثم ان درجة "تطرف" كل دولة من هذه الدول "الدينية" ومدى جنوحها للتقوقع والتوجس والخوف والتسلح وعدم الثقة "بالآخر الدولي" - سواء كان قريبا أو بعيدا جغرافيا - انما يحدده حجم التحديات والأخطار التي تتهدد وجودها ومشروعها "السياسي" و"الثقافي" - أو التي تعتقد أنها تتهددها - وما من شك أن ايران تبدو - اليوم - في "صورة" الدولة الأكثر "مروقا" وتهديدا للسلام والأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط لأنه أريد لها ان تكون كذلك فهي الدولة الأكثر عرضة - في الواقع - للضغوط والابتزاز والتهديد من أطراف دولية مختلفة وذلك على الرغم من أنها ( ايران ) لا تبدو - حسابيا - الدولة الأخطر عسكريا في المنطقة قياسا بإسرائيل - مثلا - وتاريخها الحربي والعدواني في منطقة الشرق الأوسط... ولعله من هنا - تحديدا - تأتي مسؤولية المجتمع الدولي الذي يبقى مطلوبا منه ألا يلعب دور "النافخ في النار" وألا يعتمد سياسات ومواقف من شأنها أن تبعث برسائل تهديد لهذه الدولة أو تلك وأن يكون حريصا على الانتصار للحقوق المشروعة للدول والشعوب بعيدا عن أية حسابات سياسية أو دينية... لأن الحفاظ على الأمن والسلام العالميين انما يبدأ من هنا تحديدا...