تمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالمرسى في الآونة الأخيرة من إماطة اللثام عن عصابة سطت على سيارة رباعية الدفع من نوع "برادو" على ملك شركة بترولية يديرها أمريكي، حيث ألقوا - بعد متابعة دقيقة طيلة يومين ومطاردة من رياض الأندلس إلى أحواز بوعرادة من ولاية سليانة بالتنسيق مع مختلف وحدات الشرطة والحرس وبمساعدة عشرات المواطنين القبض على أربعة أشخاص بينهم فتاة وحجزوا السيارة وأعادوها إلى المتضرر الذي بارك المجهودات الأمنية المبذولة. المعطيات المتوفرة تفيد بأن زوجة مدير الشركة البترولية وهي أمريكية أيضا استعملت يوم الواقعة إحدى سيارات الشركة وهي من نوع "برادو" الباهظة الثمن وتوجهت إلى أحد الفضاءات التجارية ثم وفي طريق عودتها إلى المرسى توقفت قرب عطرية لاقتناء علبة سجائر وتركت السيارة تشتغل، وفجأة صعد شاب إلى السيارة وفر بها رغم تفطن المواطنة الأمريكية له ومحاولتها إحباط العملية، فتحاملت على نفسها وتحولت رفقة زوجها إلى مقر فرقة الشرطة العدلية بالمرسى وتقدما بشكاية. وبناء على بعض الأوصاف المتوفرة حصر المحققون الشبهة في شاب قاطن بأريانة الشمالية مفتش عنه بعد هروبه من السجن المدني ببرج العامري حيث كان يقضي عقوبة سالبة للحرية مدتها 16 سنة، لذلك قاموا بالتحول إلى أريانة الشمالية بالزي المدني حيث تبين أن السيارة المسروقة تركها المتهم طيلة تلك الليلة بمأوى القطب التكنولوجي لعدم إثارة الشكوك ثم نقلها في اليوم الموالي إلى مكان آخر فواصلوا التمشيط حتى عثروا عليها بمأوى مسجد برياض الأندلس لذلك ضربوا حراسة عليها طيلة 48 ساعة، ليفاجأوا أثناء مغادرة المصلين للمسجد بعد أداء إحدى الصلوات بالمتهم يفر بالسيارة فأشعروا مختلف الوحدات الأمنية واقتفوا أثره. ورغم إقامة عدة حواجز على الطريق إلا أن المتهم كان كلما يقترب منها إلا ويغادر المعبد مواصلا طريقه نحو الحدود الجزائرية ولكن بأحواز بوعرادة لم يجد من حل سوى ترك السيارة والاختفاء في جبل سيدي عبد النور المحاذي للطريق. استنجد أعوان فرقة الشرطة العدلية بالمرسى حينها برجال الحرس بحكم معرفتهم للمنطقة وبعشرات المواطنين لمحاصرة الجبل وتمشيطه، وبعد نحو ساعة ونصف تمكن بعض المواطنين من القبض على المتهم وسلموه للمحققين وبتفتيشه عثروا على مفتاح السيارة وسكين وعلبة غاز مشل للحركة. وبالتحري معه أدلى بهوية مزيفة(كشفها المحققون داخل المقر الأمني) وبالتثبت في المكالمات الصادرة من والواردة على هاتفه تبين أن بعض الأرقام جزائرية والأخرى تونسية لثلاثة أنفار كشفت التحريات أنهم بقية أفراد العصابة، حيث تعهد اثنان منهم (شاب وفتاة) بالسير في المقدمة على متن سيارة مكتراة لكشف الطريق وتحذير المتهم الرئيسي في صورة وجود دوريات امنية والثانية من نوع"بارتنار" تسير مباشرة خلف السيارة المهربة قصد تهريبه في صورة التحاق الأمن به، فتم القبض عليهم جميعا فاعترف كل واحد منهم بالدور الذي لعبه في العملية قبل إحالتهم على أنظار السلط القضائية التي أصدرت ضدهم بطاقات إيداع بالسجن.