مسح صحي جديد يكشف أن نسبة الولادة خارج أي إشراف طبي مازالت مرتفعة في الشمال الغربي والوسط تونس الصباح: أمام تردي مستوى الخدمات الصحية المقدمة في أقسام التوليد بالمؤسسات الصحية الحكومية وخاصة تلك الكائنة بالعاصمة والمدن الكبرى وما ينجر عنها من مخاطر تهدد سلامة الحوامل ومواليدهن.. يأمل الكثير من المهتمين بالقطاع الصحي في أن يتمكن النظام الجديد للتأمين على المرض من حل هذه المشاكل والحد من الاكتظاظ الذي تشهده أقسام التوليد.. كما يتطلعون إلى تحسن نوعية الخدمات المقدمة للنساء الحوامل سواء قبل الوضع أو خلاله أو بعده.. إضافة إلى تحسن نسبة إجراء العيادات ما قبل الولادة وما بعدها.. إذ تبين بالكاشف أن الكثير من النساء لا يخضعن لمثل هذه العيادات وخاصة عيادات ما بعد الوضع نظرا لغلاء أسعارها في المصحات الخاصة وتجنبا لمتاعب الاكتظاظ في المؤسسات الصحية الحكومية.. وفي هذا الصدد تجدر الاشارة إلى أنه من خلال مسح جديد أجراه الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة ووحدة المشروع العربي لصحة الاسرة بجامعة الدول العربية يظهر أن 4 بالمائة فقط من النساء اللاتي حملن خلال الخمس سنوات السابقة للمسح لم تحظ ولو بعيادة واحدة عن الحمل وتبلغ هذه النسبة 8 بالمائة في الريف مقابل 2 بالمائة في المناطق الحضرية. ويبلغ معدل عيادات ما قبل الحمل 4 فاصل 3 مرة وتبلغ النسبة العامة لمن حظين بأربع عيادات على الاقل 64 فاصل 6 بالمائة ولكن هناك تباين بين الجهات فهي تفوق بقليل 70 بالمائة في إقليمتونس الكبرى والشمال الشرقي والوسط الشرقي.. ويبلغ أدناها في القصرين 49 بالمائة وفي القيروان 43 فاصل 2 بالمائة وتبلغ هذه النسبة في الوسط الحضري 72 فاصل 6 بالمائة وفي الوسط الريفي 51 فاصل 7 بالمائة. كما تبلغ نسبة من وقع توجيههن إلى مركز مختص لفحوص إضافية 29 بالمائة في الريف و32 بالمائة في المناطق الحضرية. وفي ما يتعلق بظروف الولادة فقد أظهرت نتائج نفس المسح أن 5 فاصل 4 بالمائة من النساء اللاتي وضعن خلال الخمس سنوات السابقة لسنة 2006 كانت ولادتهن خارج أي إشراف طبي وتبلغ هذه النسبة 11 بالمائة في الارياف و2 بالمائة في الحضر.. كما تبين النتائج أن نسبة الولادة خارج الاشراف مرتفعة في القصرينوسيدي بوزيد والجنوب الغربي علما وأن هذه النسبة المرتفعة في القصرينوسيدي بوزيد بقيت على حالها منذ سنة 2001. وترتفع نسبة الوضع دون إشراف طبي إلى 40 بالمائة في أرياف القصرين وإلى 30 بالمائة في أرياف سيدي بوزيد وإلى 23 بالمائة في أرياف جهة الجنوب الغربي. وتبلغ النسبة العامة للولادات القيصرية 20 فاصل 5 بالمائة وترتفع هذه النسبة إلى 35 فاصل 5 بالمائة في القطاع الخاص مقابل 18 فاصل 8 بالمائة في القطاع العام. عيادات ما بعد الوضع بين المسح أن عيادة ما بعد الولادة لم تدخل في الثقافة الصحية للتونسيات مثلما هي الحال في عيادات ما قبل الولادة ذلك أن نصف من وضعن خلال الخمس سنوات السابقة للمسح لم يجرين أية عيادة ما بعد الولادة. والملاحظ أن هذه النسبة هي نفس النسبة المسجلة سنة 2001 أي عندما تم انجاز مسح صحة الاسرة. وتبلغ نسبة من أجرين فحصا لما بعد الولادة في المناطق الحضرية 53 فاصل 4 بالمائة مقابل 44 فاصل 5 بالمائة بالريف ولا تفوق هذه النسبة 30 بالمائة في القصرينوالقيروان.. أما أكثر الاسباب التي تقدمها المرأة لتبرير عدم اكتراثها بالفحص ما بعد الوضع فهو غياب إحساسها بالمتاعب (74 بالمائة) وتبدو 9 بالمائة من النساء غير مدركات تماما لمعنى الفحص ما بعد الولادة وتعتبر 7 بالمائة منهن أن عدم إجرائهن للفحص يعود إلى ارتفاع كلفته. ولا شك أن إرساء نظام التأمين على المرض سيحسن في نسبة العيادات السابقة للوضع وعيادات ما بعد الوضع كما سيجعل الكثير من الحوامل يخترن الانجاب في مصحات خاصة عوضا عن أقسام التوليد الحكومية. ويذكر في هذا الصدد أنه أصبح بإمكان المرأة المضمونة اجتماعيا أو زوجة المضمون الاجتماعي إجراء عيادات مراقبة الحمل والوضع في مصحة خاصة متعاقدة مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض واسترجاع المصاريف الطبية والمصاريف الاستشفائية.. ويتكفل الصندوق بنحو 350 دينارا من مصاريف الولادة العادية بدون تبنيج أو من مصاريف الولادة العادية مع التبنيج الكامل أو الولادة العادية مع التسكين النصفي أو الوضع التوأمي بدون تبنيج أو الوضع التوأمي مع التبنيج أو الوضع التوأمي مع التسكين النصفي ويرتفع هذا المبلغ إلى 500 دينار في صورة الولادة القيصرية ولا تشمل هذه التغطية الخدمات الاضافية الموجودة بالمصحة من تلفاز وهاتف..