غابت أخباره عن عائلته منذ 4 أكتوبر الماضي ولم يقع التعرف على حقيقة ما حدث له إلا يوم 22 ديسمبر لتنتشل جثته يوم 23 من نفس الشهر قرب وادي مليان بالزهراء أين دفنته زوجته وعشيقها القديم... هذه قصّة المرشد الفلاحي ببن عروس عبد القادر الجلاصي الذي نشرت حكاية اختفائه "الأسبوعي" في عدد 5 ديسمبر.. وقام المتهمان الرئيسيان الثلاثاء المنقضي بتشخيص الجريمة وبعدها أحيلا على العدالة بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد والمشاركة في ذلك.. عبد القادر الجلاصي البالغ من العمر 52 عاما هو مرشد فلاحي ومربي نحل معروف بالمنطقة وله ثلاثة أبناء، تغيب عن البيت منذ 4 أكتوبر ولكن زوجته لم تقم بالإبلاغ عنه الى أن تفطنت عائلته للأمر فحاولت أن تفرض عليها إبلاغ الأمن وذلك يوم 11 أكتوبر ولم يقع الإبلاغ عن اختفاء عبد القادر إلا في 14 من الشهر المذكور وهو ما أدخل الشكوك في الزوجة.. اعتراف ومما زاد في تعقيد الوضع وتوجّه شكوك العائلة نحو الزوجة هو أنه يوم الإبلاغ عن اختفاء عبد القادر اتصل مجهول من التاكسيفون بشقيق الضحية ليعلمه أن عبد القادر استحوذ على أموال وهرب الى ليبيا ولابد له من سحب الشكوى بما ييسر عودة الضحية من ليبيا لكن العائلة رفضت باعتبار أن جواز سفر الضحية منته منذ 1998... كما تم العثور على سيارة عبد القادر التي اختفت معه الى مساء 14 أكتوبر بعد الإبلاغ عن اختفائه قرب احدى المصحات بالزهراء حيث أفاد أحد الحراس بأنه لم يشاهد السيارة رابضة قبالة المصحة الا في مساء اليوم المذكور.. وكانت علاقة الزوجة بعائلة زوجها متوترة حيث انعدمت العلاقة بين الطرفين وتوترت علاقتها بزوجها في الأعوام الاخيرة بعد أن طلبت منه أن يسجّل البيت باسمها.. وبعد بحث طويل تم التفطن الى أن أحد الأطراف اتصل بالضحية قبل يوم من الواقعة ثم يوم الواقعة وبمطابقة أقواله ببعض الحقائق الأخرى التي تم التوصل اليها ببعض الطرق التكنولوجية تبيّن التضارب في الأقوال وعند مواجهته اعترف بفعلته واعترف أيضا أن زوجة الضحية خططت معه للعملية. استدراج وتخطيط ويذكر أنه يوم 4 أكتوبر استدرج القاتل الضحية عبد القادر الى بيته بعد أن أقنعه بأنه يريد أن يشتري منه 260 كيلوغراما من العسل.. وحوالي منتصف النهار و30 دقيقة توجه الضحية نحو بيت القاتل بالزهراء وعند وصوله وجد الموت في انتظاره حيث صعقه المضيف بسلك كهربائي كان أعده خصيصا للقضاء عليه وعندما سقط عبد القادر خرجت زوجته من مخبئها ببيت الحمام ووجدت زوجها ممدا على الفراش والدم يسيل من فمه ثم قاما بوضعه في صندوق. وكان القاتل قد جهز قبرا لضحيته قبل الواقعة بيوم قرب وادي الصغير بالزهراء ..لتعود الزوجة الى بيتها ويقضي عبد القادر ليلته جثة هامدة في بيت عشيق زوجته القديم الجديد... وعادت الزوجة الى بيت العشيق من الغد لتساعد القاتل على وضع الجثة في سيارة عبد القادر ونقل الجثة على متنها.. علاقة قديمة وخلال تشخيص الجريمة تم الاعتراف بكل الأطوار ودفن عبد القادر لتقف عائلته على عديد الحقائق الموجعة خاصة أنه خلف وراءه 3 أبناء وألغازا عديدة أدت الى انتقام زوجته منه عن طريق شخص تعرفت إليه قبل الزواج من عبد القادر ومنذ ثلاث سنوات (حسب العائلة) عادت العلاقة بين الزوجة والقاتل والتي انتهت بتدبير هذه الجريمة ... ويذكر أن القاتل متزوج وقد طلق زوجته واكتشفت العائلة خلال الأبحاث أنه أنجب بنتا وقد عاش مع زوجته بعد الطلاق في نفس البيت ولئن اكتشفت عائلة عبد القادر الحقيقة المرّة فقد كانت وجهت شكوكها من البداية نحو الزوجة لكنها لم تتوقّع أبدا أن تشارك أم أبناء عبد القادر في إزهاق روح رب عائلتها.. لكنها ما تزال تشك في أطراف أخرى وقد طلبت من محاميها تقديم شكاوى جديدة للبحث عن باقي المورطين باعتبار أن عبد القادر يزن ما يفوق 85 كيلوغراما ولا يمكن للزوجة والقاتل حمله دون الاستعانة بأطراف أخرى، كما أنها تهيب برجال الأمن الذين بذلوا قصارى الجهد لفك ألغاز هذه القضية المعقدة لتتبع باقي المورطين خاصة أن عائلته (أثناء البحث عن عبد القادر) قد تلقت تهديدات من جهات مختلفة ومن أصوات مختلفة تطلب منها الاحجام عن البحث ونسيان قضية الاختفاء برمتها. ومما يذكر أنه لم يكن من السهل كشف أطوار هذه الجريمة فالقاتل عاطل عن العمل لكنه يملك 17 شريحة هاتف جوال وعندما فاحت القضية وتقدمت الأبحاث أصبح يحتكم على اشتراكين في الأنترنات، كما يستعملهما في الاتصال بشريكته في الجريمة بعد أن تفطن إلى أن هاتفه وهاتف شريكته أصبحا تحت المراقبة.. ومما يحسب للإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية حنكتها في فك خيوط هذه الجريمة المعقدة، إذ رغم تعتيم القاتل واحتياطاته أمكن الوصول اليه باستعمال أحدث أساليب التكنولوجيا والبحث في مثل هذه القضايا..