تطورت الوقفة الاحتجاجية التي نفّذها أمس عدد كبير من أساتذة كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة وجامعات أخرى بمقرّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اتجاه سلبي بلغ حدّ التدخل الأمني لإخراج المحتجّين. وكان الأساتذة والطلبة حاولوا اقتحام مقر الوزارة اعتراضا على نتائج الجلسة التفاوضية التي دامت نحو ساعة بين وزير التعليم العالي، منصف بن سالم وكاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي وبعض ممثلي الهياكل النقابية لكلية منوبة دون الوصول إلى حلّ جذري يقضي بإنهاء أزمة جامعة منوبة. وعلى هذا الأساس جدّت مشادّات بين قوات الأمن والطلبة بلغت حدّ المواجهات عندما شرعت قوات أمنية لإخراج المحتجين من الوزارة. وتأتي هذه المواجهات عقب إلقاء حسين بوجرّة كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي كلمة عقب الانتهاء من الجلسة عرض فيها فحوى الجلسة التي تعلقت أساسا بالأوضاع داخل كلية الآداب بمنوبة في مرحلة أولى ثم بالسير العادي للامتحانات في جميع المؤسسات الجامعية فيما يتعلق ووقع الاتفاق على النقاط التالية: - أولا، مواصلة التفاوض مع الطلبة المعتصمين المنتسبين الى الكلية إلى جانب مواصلة الحوار مع سلطة الاشرف. - ثانيا، التأكيد على الموقف القديم وهوان يكون التفاوض فقط مع أبناء الكلية من المعتصمين ولا سبيل لبقاء أطراف غريبة عن الكلية داخل الحرم الجامعي. - ثالثا، على ابناء الكلية من المعتصمين تغيير مقر الاعتصام إلى مكان أخر من الحرم الجامعي شرط ان يكون بعيدا عن بهو العمادة وبعيدا عن المدارج تجنبا لتعطيل نشاط الكلية المتمثل في التدريس والسير الإداري العادي. يبقى متواصلا دون أية عائق على هذا الأساس ندعو إلى العودة لمواصلة المفاوضات في الكلية للاتفاق على النقاط المطروحة. - رابعا، تلتزم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيما يتعلق بالعنف الذي تعرض له بعض أساتذة كلية منوبة وعناصر من الإدارة بتقديم قضايا قانونية وعلى المعنيين بهذه القضايا تقديم نسخ من الدعاوى القضائية إلى الوزارة لتطبق التزامها المذكور أعلاه وعلى هذا الأساس سنعود اليوم بمعية نقابيي كلية الآداب بمنوبة وبعض أعضاء المجلس العلمي للاتفاق مع الطلبة المعتصمين على الالتزام بهذه الشروط.
نقاط ايجابية..
كما أكد بوجرة في تصريح خاطف لعدد من الإعلاميين " ان الجلسة ايجابية في انتظار الاتفاق على الشروط المعروضة على الأطراف المتداخلة الى جانب الاتفاق الايجابي مع وزير التعليم العالي على قرار يقضي بكشف الهوية عند الدخول إلى حرم الجامعة". وحول تواصل استياء الطلبة رغم ما أفرزته الجلسة التفاوضية أفاد بوجرّة "أنها تبقى مسؤولية اتحاد الطلبة وعليه في هذه المسالة تحديد المواقف التي يرى أنها صالحة".
شعارات..
في المقابل تعالت أصوات الطلبة والأساتذة رافضين ما أفضت اليه الجلسة التفاوضية وتعالت الأصوات منادية بشعارات مختلفة " تعليم ديمقراطي.. نقابة وطنية.. جامعة شعبية"، "القرار مسرحية والقضية هي هي". كما رفع المحتجون من أساتذة وطلبة شعارات أهمها "عار عاٍر..عار.. وزارة بلا قرار "، "لا للعنف لاللتطرف لا للاستقواء بالعناصر الغريبة عن الجامعة"، "محتجين.. محتجين.. حتى خروج المعتصمين"، "قرارات.. قرارات لتحييد الجامعات"، "العلم والكتاب أولى من النقاب".
تهاون..
وبهذا الخصوص افاد خالد نويصري أستاذ بكلية منوبة وكاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة بالكلية "ان الوقفة الاحتجاجية هي وقتية للتعبير عن الموقف المتهاون للوزير الذي مكن المعتصمين من مواصلة احتجازهم للكلية وتعطيل سير الدروس في المقابل لم تتخذ سلطة الإشراف أية مبادرة لإخراج الغرباء". وأكد المتحدث "انه في حال لم يتم التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة يمكن للتحرك ان يأخذ أشكالا أخرى تحددها هياكل الكلية كالدخول في اعتصام مفتوح بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي". اما بالنسبة لموقف سلطة الاشراف من التحرك الاحتجاجي لانهاء أزمة منوبة،اورد المكلف بالإعلام والاتصال بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حديث مع عدد من الإعلاميين "ان الوقفة الاحتجاجية التي نفذّها الأساتذة مشروعة". وأضاف "لقد تمّ التوصّل إلى مسودة اتفاق لم تمض بعد بين كل من لجنة وساطة تشكلت للغرض والطلبة المعتصمين والعميد ونائب العميد وأعضاء من المجلس العلمي ويتضمن فحوى الاتفاق نقل مقر الاعتصام إلى مكان آخر من الجامعة وتفعيل التثبت من هوية الوافدين على الجامعة من قبل عميد الكلية".
الوزارة.. توضح
أما بالنسبة لموقف الوزارة من النقاب فقد افاد المتحدث "انه منذ ظهور ظاهرة النقاب في الأوساط الجامعية كان موقف وزارة التعليم العالي واضحا وهو التثبت من الهوية قبل الدخول إلى أي حرم جامعي هو أمر مفروغ منه، كما تؤكد الوزارة على معالجة الأزمة بسلاسة دون اللجوء إلى الحل الأمني". ومن جانبهم اصدر معتصمو الكلية أمس بيانا أكدوا فيه أن لا علاقة لهم بإيقاف الدروس التي تواصلت لمدة أسبوعين بوجود الاعتصام ،وابدوا في نص البيان استعدادهم لإخلاء الإدارة من المعتصمين وتغيير مكان الاعتصام في صورة إيجاد حلّ وقتي يمكن الطالبات المنتقبات من اجتياز الامتحانات. كما جاء في نصّ البيان أن النقاب ليس المشكل الأساسي للجامعة بل هو تسييس الجامعة والزج بها في صراعات ايديلوجية تفرغها من مهمتها الأساسية المتمثلة في نشر العلم.