يبدو أنّ صلاح الزحاف وبعد أن أيقن بأن فعلته الغريبة لن تعود على النادي الصفاقسي إلاّ بالمضرّة وأنّ حادثة الانسحاب لا تخلّف عادة إلاّ وصمة عار على جبين مقترفها لن تمحوها الأيّام ولن يغفرها التاريخ، انبرى يبحث عن شمّاعات يعلّق عليها تصرّفاته، وما راعنا إلاّ وهو يحشر «الصباح» في ما أسماه بالمؤامرة المحاكة ضدّ النادي الصفاقسي «complot». نعم ذاك ما فعله الزحّاف ليلة أول أمس في حصّة «بالمكشوف» على قناة «حنّبعل»، معتبرا أنّ جريدتنا قد انخرطت في مؤامرة محبوكة ضدّ فريقه حين نشرت في صفحتها الأولى صورة تجسّد استقبال رئيس الدولة لرئيس النجم الساحلي وقائد فريقه وكان يرى أنّه من المفروض إدراج صورة استقبال النادي الصفاقسي أيضا. فبأيّ منطق يتحدّث الزحّاف حتى يدرج ما فعلناه في خانة المؤامرة المحبوكة ضدّ فريقه؟! فيوم الجمعة الماضي أكرم سيادة الرئيس جمعيتي النجم الساحلي والنادي الصفاقسي وكان علينا أن نختار بين صورتين لنشرها في الصّفحة الأولى وإدراج الأخرى في الصفحة الرابعة لعددنا الصّادر يوم السبت مثلما تعوّدنا على ذلك عند تغطية النشاط الرئاسي اليومي. فمن البديهي أن يقع اختيارنا على الصّورة الخاصّة بالنّجم الساحلي لنشرها بالصفحة الأولى لاعتبارين يفرضان علينا هذا الاختيار: - أوّلهما اتباع الجانب التشريفاتي للحدث والتّسلسل الزّمني للاستقبال. - وثانيهما الجانب التّفاضلي لأهميّة الحدثين، إذ من غير المعقول ومن غير المنطقي أن نعطي الأولويّة في النّشر لصورة الفريق الحائز على كأس الاتحاد الإفريقي بدل صورة الفريق المتوّج بكأس رابطة الأبطال الإفريقيّة. أرأيت كيف ظلمتنا وذهبت إلى حدّ حشرنا ضمن أطراف «المؤامرة» التي أردت إيهام الرّأي العام بها؟! لقد ألصقت بنا تهمة خطيرة، في حين أنّ أنصار النادي الصفاقسي ورجالاته من مختلف الأجيال يعرفون جيّدا مبادئ «الصباح» وثوابتها في التّعامل مع الأحداث بحرفيّة وعقلانيّة وموضوعيّة. ومن باب التجنّي علينا ونكران الجميل ان تسمح لنفسك اليوم بإلصاق مثل هذه التّهمة بنا. فهل نسيت أم تناسيت أم خانتك الذاكرة كيف أنّك اتّصلت هاتفيّا وما بالعهد من قدم بالسيد رؤوف شيخ روحه المدير العام ل«دار الصباح» لتشكره على الموقف النّبيل لصحيفتنا في تعاملها مع قضيّة ماهر عامر التي انتهت بتتويج النادي الصفاقسي بطلا لموسم «2004-2005» على حساب النّجم الساحلي؟! فبالأمس تشكرنا على نزاهتنا وحيادنا ووقفتنا الحازمة لإعلاء كلمة الحقّ وصيانة القانون وحرمته... واليوم ها أنّك تلصق بنا تهمة خطيرة ضمن مسعاك الرّامي إلى إيهام الرّأي العام بوجود مؤامرة محبوكة و«جريمة منظّمة» ضد النادي الصفاقسي «Crime organisé» كما ذكرت حرفيّا في تصريحاتك التلفزية. أجل بالأمس شكرتنا واليوم ها أنّك تتّهمنا... ومن شكر وذمّ(.....). ولكن لا بأس فنحن أسمى وأرفع من كلّ التّهم الواهية. «وأمّا الزّبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». أليس كذلك؟