نقص في تكوين المهنيين في مجال استخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصال.. وعدم المساواة بينهم في النفاذ إلى الأنترنات تونس الصباح: بعد نجاح التجربة في المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية وفي مستشفى الرابطة تقرر صلب وزارة الصحة العمومية تنظيم دورة تكوينية جديدة للعاملين في القطاع الصحي باللغة الانقليزية وذلك استجابة لرغبات العديد من الاطباء والاطارات شبه الطبية في تحسين مستوياتهم في اللغة الانقليزية التي أضحت دون منازع لغة العلوم.. وقد تم هذه المرة اختيار عدد من المترشحين من مستشفى الاطفال بباب سعودن وأبدى الكثير من العاملين في القطاع الصحي رغبة كبيرة في متابعة هذه الدروس لكن تفيد مصادرنا أنه ليس بالامكان الاستجابة إلى رغباتهم جميعا لذلك يتم الاختيار عن طريق مناظرة تسمح للناجحين فيها بحضور هذه الحصص التكوينية التي تنظم بعد انتهاء حصة العمل.. ويشرف على الدورات التكوينية عدد من المختصين وذوي الخبرة والكفاءة في اللغة الانقليزية والذين لهم اطلاع واسع على مجالات العلوم والطب بصفة خاصة.. ولا شك أن جل الاطباء والاطارات شبة الطبية في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدورات نظرا لان اللغة الانقليزية تعتبر عائقا أمامهم.. فكثيرا ما تتاح لهم فرص ثمينة للمشاركة في مؤتمرات دولية تشترط تقديم مداخلات علمية باللغة الانقليزية لكن عدم تمكن الكثير منهم من هذه اللغة يحرمهم من المشاركة. ونظرا لان جل البحوث العلمية في القطاع الطبي تنشر باللغة الانقليزية وعملا على مواكبة آخر التطورات والبحوث العملية بدأت كليات الطب تهتم باللغة الانقليزية لكن الدروس المقدمة للطلبة بهذه اللغة غير كافية ويجدر بهذه الكليات تكثيف حصص اللغة الانقليزية حتى يكون المتخرج منها قادرا على التواصل بسهولة بهذه اللغة مع نظرائه من مختلف بلدان العالم. وفي هذا الاطار علمنا أن وزارة الصحة العمومية قررت أن يتم التركيز خلال فترة المخطط الحادي عشر للتنمية على تكثيف تدريس اللغة الانقليزية في طب الاختصاص. تحسين المهارات بالاضافة إلى الرغبة في متابعة دورات تكوينية باللغة الانقليزية فإن الكثير من العاملين بالقطاع الصحي يتوقون إلى تملك المهارات اللازمة لاستعمال التكنولوجيات الحديثة للاتصال نظرا لما تتيحه من فرص للاطلاع على آخر المستجدات والاكتشافات الطبية والدراسات المختصة في هذا المجال.. ويذكر في هذا الصدد أن الجمعية التونسية للاعلامية الطبية أجرت استبيانا حول استعمالات التكنولوجيات الحديثة في الطب وللغرض أرسلت 614 إرسالية عبر شبكة الانترنات لاطباء يستخدمون الشبكة الوطنية للصحة وعددهم (378) وأطباء الممارسة الحرة وعددهم (200) وجراحي أسنان وعددهم (21) وأعضاء في الجمعية التونسية للحقوق في الصحة وعددهم (15) وتلقت 98 إجابة من 52 رجلا و46 إمرأة نجد 92 بالمائة منهم من إقليمتونس.. وبينت نتائج الاستبيان أن 92 بالمائة من الاطباء المشاركين فيه يمتلكون حاسوبا في مقر عملهم وتبلغ هذه النسبة في القطاع العمومي 100 بالمائة كما أن 94 بالمائة قالوا إنهم يستعملون الحاسوب لاغراض العمل وبلغت نسبة الارتباط بشبكة الانترنات 93 بالمائة في مواقع العمل وبلغت 100 بالمائة في القطاع العمومي لكن نسبة الربط بالخطوط الرقمية الطرفية اللامتوازية مازالت ضعيفة وتمثل 15 بالمائة فقط. واعتبر 91 بالمائة من المستجوبين أنهم يعتبرون الاتصال عن طريق شبكة الانترنات بزملائهم أمرا ضروريا واعتبر 10 بالمائة منهم أن الشبكة العنكبوتية ضرورية وهامة لانها تمكنهم من الاتصال بالمرضى.. وعبر جميع المستجوبين عن استعدادهم لتوفير المعلومة لمرضاهم عن طريق شبكة الانترنات أو لعلاج مرضاهم عن بعد لكن 80 بالمائة منهم لا يوافقون على مقترح تمكين المريض من الادوية عن بعد. وتتعلق أهم الاشكاليات حسب رأي المستجوبين بوجود نقص في تكوين المهنيين في قطاع الصحة في مجال استخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصال وعدم المساواة بينهم في الوصول إلى شبكة الانترنات..