الأسبوعي القسم القضائي: حصلت الفاجعة فجأة واستقبلت عائلة جاب الله بجمال من ولاية المنستير العام الجديد بمأساة من الحجم الثقيل.. كيف لا واثنان من أفراد هذه العائلة فارقتا الحياة (الأم ربح والابنة حنان) وآخران يصارعان الموت (الأب سالم والابنة نرجس) الى حد كتابة هذه الأسطر وهم الذين كانوا طرفا في الحادث المريع الذي جدّ في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الفارط على الطريق السريعة الرابطة بين تونس ومساكن وتحديدا على مستوى النقطة الكيلومترية رقم 98 أي قبل أقل من كيلومترين من محطة الاستخلاص بهرقلة والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين من بينهم لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم التيجاني بلعيد إضافة للخسائر المادية الفادحة التي لحقت بسيارتين إحداهما تابعة لوكالة لكراء السيارات وهي التي كان يقودها لاعب المنتخب. هذا الحادث المريع أسال كثيرا من الحبر في ظلّ غموض بعض النقاط.. «الأسبوعي» وبحثا عن الحقيقة آتصلت بالسيد أنور جاب الله وهو أحد أفراد العائلة المنكوبة فحدّثنا عن ملابسات الحادث الأليم وأبدى استياءه من بعض ما نشر عن الحادث كما اتصلت بالسيد حمدي بلحاج سالم وهو شاهد عيان وإليكم التفاصيل: سعادة لم تدم يقول محدثنا: «تحول والدي سالم (57 سنة) ووالدتي ربح خمّار (53 سنة) الى العاصمة للاحتفال برأس السنة ورافقتهما شقيقتي نورة وشقيقتي حنان وهي لاعبة بالجمعية النسائية بجمّال وشقيقتي نرجس التي تنتمي بدورها لنفس الجمعية والتي تم استدعاؤها مؤخرا من طرف الإطار الفني لمنتخب الفتيات لكرة السلة للمشاركة في تربص وقد شاركوا في السهرة التي تواصلت الى فجر يوم الثلاثاء وقضوا وقتا ممتعا قبل ان يستقلوا السيارة للعودة الى جمال». وأضاف: «سلكت شقيقتي حنان الطريق السريعة وبوصولها الى أحواز محطة الاستخلاص بهرقلة وتحديدا النقطة الكيلومترية رقم 98 فوجئت في آخر لحظة بوجود شاحنة رابضة على حافة الطريق دون أن تكون هناك أية إشارات لذلك فسارعت المسكينة بالضغط على الفرامل وتغيير اتجاه السيارة الى اليسار ولكن السيارة انزلقت وفقدت حنان السيطرة على المقود ممّا تسبّب في اصطدام السيارة بالحواجز ثم انقلابها واستقرارها بالجهة المعاكسة من الطريق السريعة وسقوط جميع أفراد عائلتي وارتطامهم بالمعبّد مما أدى الى وفاة والدتي ربح على عين المكان فيما ظل أبي وشقيقتي يصارعون الموت». سيارة بلعيد حوّلت حنان الى أشلاء وذكر محدثنا أن شقيقته حنان ظلت ملقاة وسط الطريق في انتظار حلول أعوان الحماية المدنية ولكن فجأة حصل ما لم يكن في الحسبان وماتت شقيقته رغم أنها كانت في كامل وعيها وطلبت مدّها بهاتفها المحمول للاتصال بأقاربها وإعلامهم بالحادث «ولكن فجأة حلت سيارة تحمل رقما منجميا تابعا لوكالة لكراء السيارات وصدمتها بقوة على مرأى ومسمع من عدد من شهود العيان وبينهم اثنان من مسقط رأس العائلة اللذان كانا على متن شاحنة «او ام» مما تسب في وفاة شقيقتي على عين المكان بعد ان تحوّلت جثتها الى أشلاء». وفي السياق ذاته علمنا أنّ التيجاني بلعيد فقد سيطرته حينها على المقود فاصطدمت سيارته بشاحنة مما تسبب في وفاة مرافقه وهو حسب محدثنا تارزي من أحواز العاصمة فيما لحقت باللاعب بعض الإصابات وقد نقل جميع المتضررين الى المستشفى. وفي ختام حديثه قال السيد أنور جاب الله: «نحن نطالب بأخذ شهادات الشهود الحاضرين على عين المكان التي ستساعد في تحديد المسؤوليات بعين الاعتبار فمن غير المعقول ان تظل شاحنة معطبة رابضة على حافة طريق سيارة دون وضع أيّة إشارات». شاهد عيان يروي تفاصيل المأساة وفي السياق ذاته اتصلنا بالسيد حمدي بلحاج سالم وهو سائق شاحنة ال «او ام» التي اصطدمت بها السيارة التي كان يقودها التيجاني بلعيد فأفادنا بما يلي: «لقد غادرت مسقط راسي جمال في حدود الساعة الخامسة صباحا متوجها الى العاصمة على متن شاحنتي وكان يرافقني شخصان في هذه السفرة وبعد استخلاص معلوم الجولان بالطريق السريعة بمركز الاستخلاص بهرقلة واصلنا السير ولكني بعد حوالي الكيلومترين لمحت عن بعد أضواء سيارات متوقفة وسط الطريق فخفّضت من السرعة ثم توقفت قرب بقية العربات بعدما فوجئت بوجود سيارة عائلة «جمّالية» تعرّضت لحادث منذ الوهلة الأولى يبدو مريعا. وبنزولي وجدت الفتاة حنان ملقاة وسط الطريق فطلبت من عون حرس كان متواجدا هناك بمحض الصدفة ان ننقلها الى حافة الطريق ولكنّه طلب منا ان نتركها ممدّدة في مكانها خشية ان تكون مصابة بنزيف داخلي لذلك بقيت بالقرب منها رفقة شخصين اخرين نهدّأ من روعها إذ كانت تتألّم وتنادي باستمرار على والديها وشقيقتيها وفجأة رفعت رأسي فلمحت سيّارة قادمة بسرعة فهربت كما هرب مرافقاي خشية التعرّض لمكروه وظلّت حنان بمفردها فحصل ما لم يكن في الحسبان اذ اصطدمت تلك السيارة بحنان في مشهد مأسوي ثم اصطدمت بشاحنتي ممّا أدى الى اصابة سائقها الذي علمت انه اللاعب التيجاني بلعيد ووفاة مرافقه وهو صهره على عين المكان». وذكر شاهد العيان ان اعوان حرس المرور حلّوا بمكان الحادث بعد اقل من عشر دقائق من وقوع الحادث الثاني رغم بعد مقرّهم عن الموقع بنحو عشرين كلم واتخذوا الاجراءات والاحتياطات اللازمة قبل ان يحّل أعوان الحماية المدنية الذين نقلوا المتضررين الى المستشفى.