هذا المؤتمر الذي سينعقد بعد يومين بتونس ويحمل اسم "أصدقاء سوريا" خطره الكبير في نظر معارضيه أنه -لا فقط- يحمل اسما من أسماء الأضداد بغاية التضليل والتلبيس على الرأي العام الوطني وانما أيضا أنه مؤتمر من أجل "التآمر" على سوريا واستهدافها بصفتها "حاضنة للمقاومة ودولة ممانعة"... أما أولئك "المهللين" والمتحمسين لانعقاده -وعلى رأسهم السيد رفيق عبد السلام وزير الخارجية والدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية، فضلا عن فريق من السياسيين من توجهات مختلفة- فانهم يعتبرونه مبادرة سياسية دولية "حكيمة" من أجل انهاء المأساة السورية ووضع حد للجرائم القمعية البشعة المرتكبة في حق الشعب السوري -من جهة- وأيضا توفير غطاء سياسي يحفظ ماء وجه نظام بشار الأسد عله يعقل ويتعقل ويقبل بالحل الاصلاحي الجذري حتى ولو كان مؤلما -من جهة أخرى-.. طبعا،،، يصعب على أي ذي عقل أن يكون الى جانب النظام الدموي في سوريا في حربه التي يشنها على أبناء شعبه حتى ولو كان في قرارة نفسه غير مطمئن بالكامل "للروايات" التي يسوقها معارضوه ويسوق لها الاعلام المنتصر "لثورة الحرية" في سوريا... ولكن هذا لا يمنع أيضا من القول أن "حيثيات" ملف الأزمة السورية وتطورات أحداثها الأمنية والسياسية وطبيعة تداعياتها المحتملة على التوازنات الجيواستراتيجية في المنطقة وانعكاساتها على "معطى" المقاومة خاصة في فلسطين العزيزة والوقوف بشجاعة ونضالية في وجه العدو الصهيوني وسياساته ومخططاته تسمح للمتابع بأن يتخوف -حتى لا نقول يرتاب- من بعض المرامي والأهداف غير المعلنة لهذا "المؤتمر"... أما وقد تقرر عقده وتنادت الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة الى حضوره فليكن العرب هم "أصدقاء سوريا" والشعب السوري في هذا المؤتمر وليس روسيا أو الصين... "أصدقاء سوريا" الأكثر حرصا على استقرارها وأمنها وسلامة شعبها ووحدة نسيجه الاجتماعي...