أبرقت خلال الأيام الأخيرة وزارة الثقافة توضيحا رفعت من خلاله الالتباس حول تظاهرة المعرض الدولي للكتاب التي ستنعقد خلال شهر ماي القادم بفضاء المعارض بسكرة بأنها تظاهرة لا علاقة لها بمعرض تونس الدولي للكتاب الذي تنظمه الوزارة خاصة أن هذا المعرض الذي كان ينتظم خلال شهر أفريل حيث تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب والمؤلف الذي يوافق 23 أفريل من كل سنة. أصدرت في مجرى الاستفسار حول الموضوع أن هذه التظاهرة تنظمها جهات خارجة عن سلطة الإشراف أي شركة خاصة مختصة في تنظيم المعارض بشكل عام. ولئن نبارك هذه البادرة نظرا لما تحيله من حظوة واهتمام بالكتاب والفكر والمعرفة على حد السواء في وقت كانت توجه فيه الاستثمارات وتنظيم المعارض والتظاهرات إلى ما هو "ربحي" بحت وكان الكتاب بعيدا عن هذا المبتغى حسب ما يعتقد البعض فضلا عن كونها مناسبة هامة تساهم في توسيع دائرة الاهتمام بهذا المعطى وتشجع الكتاب ودور النشر من خلال الترويج لإنتاجاتهم في الفكر والأدب والشعر والنقد والسياسة وأدب الطفل ومختلف المواضيع والمسائل العلمية والثقافية لا سيما بعد أن شهدت ساحة الكتاب والنشر حركية ونشاطا غير معهودين إثر انتصار الثورة. كما شهدت مكتباتنا خلال نفس الفترة انفتاحا على كتب ومنشورات أجنبية في إطار مكسب حرية الرأي والتعبير بعد أن كانت زمن النظام البائد في عداد الممنوعات. فإنها تبقى مستقلة عن وزارة الثقافة خاصة وانه وكما علمنا لم يقع تبليغها أو إعلامها بهذه التظاهرة الدولية من جهة إضافة إلى ما يمكن أن تشهده من مشاركات أو ترويج أو عرض لكتب ومنشورات محلية أو أجنبية لا تتماشى من حيث المضمون والشكل مع راهن البلاد في هذه المرحلة الانتقالية من جهة أخرى بأن تكون مناسبة لتقديم منشورات لا تستجيب لمقاييس الجودة والقيمة العلمية والمعرفية والحضارية التي تتماشى وانتظارات تونسالجديدة دون السقوط في الترويج لمنشورات لا تحترم أو تلتزم بضوابط النشر والعرض في بلادنا من قبيل كتب الشعوذة أو تلك التي تحرض على العنف والطائفية ونشر أفكار دخيلة على ثقافتنا وحضارتنا مما من شأنه أن يحيد بالتظاهرة عن الأهداف المنتظرة من تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تحتفي بالكتاب والفكر. دورة استثنائية أما في ما يتعلق بمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته القادمة أي الدورة التاسعة والعشرين فقد تولت وزارة الثقافة بعث لجنة للإعداد لهذه التظاهرة الدولية تضم ممثلين عن مختلف القطاعات والمجالات ذات العلاقة بالكتاب والنشر والتوزيع وهي تواصل اشتغالها بنسق حثيث حسب ما أكد لنا مصدر من وزارة الثقافة وذلك من أجل إنجاح أول دورة لهذه التظاهرة الدولية في تونس بعد انتصار الثورة بعد أن تم تأجيلها عن موعدها الذي كان مقررا خلال شهر أفريل بعد أن حدد موعد تنظيمها من 23 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2012 لتكون بذلك دورة استثنائية من جميع المقاييس القانونية والتنظيمية نظرا لأن الكتاب أصبح صناعة حاملة للعلم وناقلة للحضارة وناشرة للمعرفة والأفكار. ليتزامن هذا الموعد مع العطلة المدرسية والجامعية مما يخول لشريحة هامة من التلاميذ والطلبة الاستفادة مما يعرض فيه من كتب جديدة وجيدة منتقاة وعلى قدر من الفائدة العلمية والمعرفية والثقافية. وتتولى هذه اللجنة وضع قانون داخلي للمعرض وإعداد العدة لإحداث هيئة قارة بالتعاون مع اتحاد الناشرين ونقابات المطبعيين والورقيين وكل المتدخلين في هذا المجال بغية النهوض بالكتاب نشرا وتوزيعا.