لم يستبعد مصطفى بن تقيّة الناطق الرسمي باسم الغرفة النقابية لوكلاء محطات بيع النفط والخدمات إلغاء الإضراب المقرر تنفيذه يوم السبت القادم إذا ما تم التوصل الى اتفاق ينهي أزمة القطاع في اجتماع ممثلي الغرفة النقابية الذي يفترض أن يكون عقد أمس مع وزير الصناعة والتجارة. وأعلن أنّ محطات البنزين ستعمل استثنائيا لتزويد سيارات الإسعاف والحماية المدنية. وأكد تقيّة خلال الندوة الصحفية التي عقدت أمس بمقر منظمة الأعراف انه إذا نفذ الإضراب فسيكون على صعيد وطني وسيشمل الشبكة التجارية لمحطات بيع النفط التي لا يقل عددها عن 800 محطة (محطات بيع النفط ومحطات غاز البترول المسيل للسيارات G.P.L) الموزعة على كامل البلاد.
تهريب المحروقات، المشكل الجوهري
وأرجع الصادق البديوي رئيس الغرفة الجهوية لوكلاء وأصحاب محطات النفط والخدمات ببن عروس اتخاذ هذا القرار الى ما يعيشه القطاع من أزمة خلفها تراجع هامش الربح وتفكيك النشاط بعد إحداث محلات للغسيل وبيع الزيوت، واعتبر ان المشكل الجوهري للقطاع هو استفحال ظاهرة بيع النفط المهرب على الطريق العام من ناحية واستعمال قوارير الغاز المنزلي المدعم كوقود للسيارات من ناحية ثانية. وأشار الى ان تقاعس الإدارة مع هذه الظاهرة وعدم اتخاذها التدابير اللازمة أدى الى تفشي تهريب المحروقات الذي لم يعد مقتصرا على المناطق الحدودية بل أغرقت به السوق المحلية لان سعر اللتر الواحد من المازوط المهرب 700 مليم مقابل1010 مليم في المحطات أما ثمن لتر البنزين المهرب 800 مليم مقابل 1370 مليما في المحطات.
تراجع المعاملات
وأكد المتحدث ان رقم المعاملات في محطات النفط شهد تراجعا في الفترة الممتدة بين جانفي2011 وجانفي 2012 بنسبة 80 بالمائة بالجنوب والشمال الغربي ( أعلى نسبة) وبنسبة 60 بالمائة بالوسط والساحل و 30 بالمائة بالوطن القبلى وبتونس العاصمة تراجع رقم معاملات محطات النفط بنسبة 20 بالمائة. واشار نفس المصدر الى ان هذا التراجع في المداخيل ونقص السيولة اديا الى عجز المحطات على الإيفاء بالتزاماتها تجاه شركات توزيع المحروقات والبنوك مذكرا بان تردي أوضاع القطاع تسبب في الفترة الأخيرة في غلق 8 محطات بيع النفط. وفي استفسار عن تناسي جميع الأطراف النقابية والإدارية مصلحة المواطن التونسي الذي سيدفع ضريبة قرار الإضراب، علق علي بن يحي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بسوسة قائلا " نتفهم لجوء المواطن الى اقتناء المحروقات الأقل تكلفة حتى وان لم تتطابق ومواصفات السلامة لان الجميع يعلم أن البنزين المهرب وغيره من المواد الأخرى تحتوي مواد خطيرة تسببت في اندلاع حرائق عديدة لكننا ندعو كأصحاب محطات بيع النفط الى تعديل الأسعار كما نؤكد ان من يقف وراء ظاهرة تهريب المحروقات ليسوا طالبي الرزق بل هي عصابات لم تجد من يردعها.