ادعي، وبعض الادعاء إثم، أن بعض أعضاء الحكومة الحالية من بين أصدقائي، رغم أن لا وجود، في هذا العصر العسير، للصديق الودود... ولا أبالغ وليس من باب التقرّب، وتصريف عملة التزلّف الرائجة، وليس من قبيل "نحن والحكومة نسايب.. أو حبايب"، حين أدعي، وبعض الادعاء جزم، إن ثلاثة وزراء على الأقل تربطني بهم صداقة عريقة، و"زمْنية" تفوق ال20 سنة، بل فيهم من "زاملني" في سنوات الجمر والجليد في بلاط السلطة الرابعة، وبالأحرى الراكعة حينذاك... أصدقاء زمان، ابتلاهم الله بعد الثورة بوزر الوزارة.. وسبحانه مبدّل الأحوال، وملبي الآمال، فقد كان أصدقائي الوزراء، خلال الأيام الأولى من توزيرهم يهاتفوني، وأهاتفهم باستمرار... وكان الحديث بيننا يشجن، ويجٌول عبر "الجوال"... ولكن انقطع، فجأة، حبل الوصال وتجمدت الحرارة في هواتفهم، ولم أعد أسمع إلا "لا يمكن الاتصال برقم مخاطبك في الوقت الحالي".. وفي أحسن الأحوال "وآه يا حالي" يرد على إلحاحي الهاتفي صوت نسائي رخيم ليقول لي، بعد معرفة هويتي: "السيد الوزير في اجتماع".. وحتى لا أٌرمى مثلهم بالوصولية وأخواتها ومصائبها، وأتّهم "بصداقتي" لبعض أعضاء الحكومة، أجزم وابصم ان مهاتفتي لصديقي الوزير، لا تدخل إلا في إطار مهنتي كصحفي، وليس لها من غاية إلا الاستفسار عن خبر ما، أو الحصول على سبق صحفي.. ومن باب الانصاف، واقتناعا بمقولتي: "انصر أخاك وزيرا أو سجينا" قد أجد مبررا لتجاهل الرد عليّ من قبل صديقي الوزير، فأقول "إنها مشاغل الوزارة والمسؤولية، وما أكثرها حين تعدّها، خاصة في هذه الفترة".. ولكني أصدح أيضا: عفوا صديقي الوزير، إني أسعى جاهدا مثلك، ومن موقعي لخدمة وطني وشعبي.. فلا تتجاهلني أرجوك.. ولا تقابل إلحاحي الصحفي باللامبالاة، صديقي الوزير.. عفوا سيدي الوزير. وللوزارة في أهلها شؤون...