منذ يومين كتبت ورقة تحت عنوان: عفوا السيد وزير المالية.. خصصتها لبعض ما خرج به الناس من الحوار الذي أجرته القناة الوطنية مع السيد الوزير.. وإذ أعود اليوم لهذه المسألة فلكي أشرح بعض نقاطها. في هذا الاطار.. أشير بداية الى أن ما كنت كتبته وإن كنت أؤيد بعضه فلقد حاولت من خلاله نقل ما سمعته من الناس.. وعليه فسوف أعتبره معبّرا عن مواقفهم وعن آرائهم.. وعن وجهات نظرهم ولهذا قد كتبته. هذه واحدة.. أما الثانية فسوف أؤكد من خلالها أنني قد نقلت ما نقلت دون العودة في ذلك للوزارة.. لأنني قد حاولت فعلها سابقا وحاولت الاتصال بهذه الوزارة وبغيرها.. من أجل الحصول على ردودها أو حتى على بعض مواقفها مما يردده ويقوله الناس وحتى لا يكون ما أكتبه حولها مقتصرا على نقل وجهة النظر الشعبية فقط.. لكنني والحق يقال.. قد تعبنا من هذه المسألة فقررت ألا أكررها لأنني لم ألق الآذان الصاغية ولا الاستعداد للتعاون من طرف كل الوزارات التي طرقت أبوابها وطلبت مقابلة المسؤولين بها.. ومازلت أنتظر ذلك. المهم أنني قد أبلغت البعض مما يردّده الناس.. بدون خلفيات وبدون حسابات.. وبدون الرغبة في التجني على أحد وحتى اذا بدا في كلامي بعض المبالغة فإن الذنب ليس ذنبي في غياب سياسة إعلامية واضحة تنتهجها بعض وزاراتنا.. لتضع من خلالها النقاط على الحروف.. وتمارسها كل وزارة بمفردها.. وبإدارة واضحة منها.. وبطريقة تكون مغايرة لما يحصل اليوم.. في هذا الخصوص.. والذي يكتسي طابع سرد المعلومات العامة من طرف كل وزارة بدون فتح المجال اللازم للصحفيين لطرح أسئلتهم.. من أجل فهم كل السطور وما بينها. وعلى كل حال.. فسوف أظل على أتم الاستعداد لنقل كل وجهات النظر التي تبلغني.. وفي هذه بالذات أي في خصوص ما كنت قد كتبته حول وزارة المالية فسوف أكون سعيدا بنشر وجهة النظر التي تبلغني من الوزارة.. حتى ولو كانت مختلفة مع آراء الناس التي نقلتها سابقا. أقول هذا.. ليس بسبب تأكدي من أنني قد نقلت الوجهة الخاطئة خاصة وأن ما كتبته لا أعتبره معلومات خاطئة لأنه لم يتضمن ارقاما خاطئة.. بل انه قد اقتصر على نقل جملة من الاراء أتصوّر أن أصحابها يملكون من الحق في التعبير عنها.. حتى ولو كان مختلفا عن وجهة النظر الرسمية.. وحتى الصحيحة.. بل إنني أحرص وهذه عادتي على نقل الحقيقة للناس ولا يهمني في ذلك إن لم تكن داخلة في قناعاتي الشخصية. وإذ أكرر حرصي على هذه المسألة.. فلأنني أعلن من خلالها أنني سوف أظل في انتظار ما قد تمدني به وزارة المالية من توضيحات حول ما كنت قد أثرته سابقا.. حتى أعتمد عليه في نقل الحقيقة التي تراها الوزارة. وفي هذا الاطار.. سوف أكون سعيدا ليس فقط بتلقي مكالمة هاتفية من صديقي الذي أحترمه واعتز بصداقته سي بلحاج رئيس ديوان الوزارة بل للحصول على ما يلزم من معلومات ومن شرح حتى أتمكن بصدق من افهام الناس الاسباب الحقيقية لتفكير الوزارة في إقرار برامج طويلة المدى رغم انتمائها لحكومة وقتية ومؤقتة.. ومكلفة اساسا بالانقاذ الوطني العاجل.. وحتى أمكنهم وأقصد الناس من حقهم في التعرف على ما قدمته هذه الوزارة وما تقدمه من أجل حل الاشكاليات المطروحة حاليا.. وحتى أعرّفهم كذلك بموقف الوزارة مما طالب به البعض والخاص بمسألة العفو الجبائي.. وحتى أطلعهم على ما تنوي الوزارة اتخاذه من إجراءات عاجلة تهدف أساسا لتحسين طريقة التعامل بواسطة الاداءات.. والتي يبدو أنها بحاجة للكثير من الاصلاح وحتى من التغيير.. وحتى أشرح لهم وأقصد الناس دائما مسألة المديونية وتأثيرها على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.. وحتى أفهمهم نوع العلاقة التي تربط بلدهم بجماعة الثمانية.. وما هي الفوائد التي ينتظرونها وينتظرها بلدهم من خلالها.. وحتى اطلعهم على نسب التقدم المسجلة في كيفية وطريقة القيام بواجب الاداءات من طرف رجال الاعمال.. في مرحلة ما بعد الثورة.. وهل أنها تحقق القفزة النوعية والكمية اللازمة حقا.. أم أنها تسجل مثلا يردده البعض التراجع الواضح والمخيف.. وحتى أمدهم بالصحيح حول ما يتردد من تواصل سلطة بعض الفاعلين القدامى على بعض هياكل الوزارة.. وهل أن هذه المسألة قد تم حسمها فعلا بما يرضي كل الاطراف. صديقي المحترم سي بلحاج.. رئيس ديوان الوزير قد طلب مني بكل لطف أن أدخل الى الموقع الالكتروني للوزارة قصد الحصول على ما يلزمني من معطيات.. وعبدكم.. اذ أشكره وأحييه مرة أخرى بحكم ما أكنه له من احترام اعرف أنه متبادل.. فلقد فضلت أن أعلمه من خلال هذه الورقة بأننا وأقصد معشر القلماجية وبأنني بالذات بحاجة.. للتحاور مع المسؤولين قصد نقل وجهات نظرهم وتصوّراتهم وحتى نتمكن من أن نطرح عليهم الاسئلة والتساولات اللازمة.. وعليه فسوف أظل معتقدا في تمكّني من ذلك.. حتى لا أكتب مستقبلا ما قد يبدو لبعضهم متناقضا مع وجهات نظرهم.. الصحيحة.. ولعلني بغير حاجة في هذا الخصوص الى التذكير بأن هذا يمثل واجبا من واجبات كل المسؤولين خاصة اذا لم يكن مقتصرا على القنوات التلفزية.. لأنها في هذه الحالة.. قد تتحول الى عملية دعائية.. أو هذا ما قد يتصوّره بعض الصائدين في الماء العكر.. حولها..