صرح المسرحي ناصر العكرمي أن أحدث أعماله «وبعد» وقع اختياره من طرف اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح العربي بالقاهرة للمشاركة في فعاليات دورته العاشرة من التاسع والعشرين من مارس إلى الثامن من أفريل. وقال محدثنا أن تمثيل تونس في هذه التظاهرة أنصف عمله الذي لم يحظ إلى الآن بعروض محلية خاصة حيث يتجاهل الخواص دعم الأعمال المسرحية الجادة ويفضلون التعامل مع مسرحي «الوان مان شو» لضمان الربح التجاري على حساب الفن. من جهة أخرى قرر فريق العمل تقديم مجموعة من العروض بداية من شهر مارس في فضاء الحمراء بالعاصمة في انتظار العروض المدعمة من قبل وزارة الثقافة والتي لم تحدد إلى الان. وتدور أحداث هذه المسرحية حول ظاهرة البطالة التي تجتاح فئة أصحاب الشهادات العليا وتأثيرها على حياتهم الاجتماعية حيث تنطلق مشاهد المسرحية على رصيف محطة حافلات بين شاب في الثلاثينات وعابرة سبيل ويؤدي لقاؤهما حسب كاتب «وبعد» ناصر العكرمي «إلى تساؤلات ذاتية ووجودية أدخلتهما في متاهات واضطرابات وخلط في المفاهيم والمصطلحات التي اكتسباها...» وأضاف مصدرنا:» يفاجئ البطل بفتاة تبدو مختلفة في حركتها وتصرّفاتها تريد اقتحام عالمه فيحدث نوع من التصادم يؤدي إلى حوار مطول يدور بينهما فيتفقان في أشياء ويختلفان في أشياء أخرى.» أمّا مخرج المسرحية محمد الحبيب المنصوري فأكد أن أحداث مسرحية «وبعد» التي تنتجها شركة «توليب»، تجسد في مكان خال لا يحتوي على ما يدل انها محطة سوى ما يوحي من الحوار الذي يدور بين الشخصيتين حول الانتظار، انتظار شيء ما يمكن أن ينقلهما إلى عالم آخر.» الركح مقسم إلى فضاءات صغرى تفصل بينها منافذ إضاءة منغلقة فتظهرها في شكل سجن ومنافذ مستحيلة تتماشى وحالة الشخصيات النفسية والاجتماعية تتخللها بعض المشاهد أين تنفتح الإضاءة على كامل الفضاء من ركح وقاعة حين تصطدم الشخوص بحقيقة شخصياتها وتدخل في مواجهة مع الجمهور ليعود بسرعة إلى عالمهما المغلق. من جهتها تؤدي الممثلة شاكرة الشوايبي شخصية المرأة القوية المصرة على حقها في البقاء ماديا ومعنويا وتكون فاعلة ومقررة لمصيرها حتى لا يفوتها قطار العمر وتتحول إلى مجرد مريض نفسي تحاكي نفسها على غرار بطل «وبعد».