بحث الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه بوزير الشؤون الخارجية ملف المواعيد المرتقبة على مختلف الاصعدة الاقليمية والدولية ومن بينها اجتماعات اللجان المشتركة مع الاقطار المغاربية والعربية.. واجتماع وزراء خارجية 5 زائد 5 الذي تحتضنه الرباط يومي 21 و22 جانفي.. ولقاءات الحوار بين الاتحاد المغاربي وترويكا الاتحاد الاوروبي.. ودعا رئيس الدولة بالمناسبة إلى "رصد المزيد من فرص التعاون والاستثمار والشراكة بين تونس وتلك التجمعات الاقليمية والدولية." تاتي هذه التحركات في وقت كثر فيه الحديث عن ترفيع مستوى الشراكة بين دول جنوب المتوسط والاتحاد الاوروبي عبر اليات عديدة من بينها المشروع الفرنسي عن الاتحاد المتوسطي.. ومشروع تفعيل مسار برشلونة بين الاتحاد الاوروبي ودول جنوب المتوسط.. الى جانب تمش يدعو الى الرهان اكثر على تطوير عمل المؤسسات المعنية ب"سياسة الجوار".. التي رصدت مبالغ هائلة تصاعدية لدول جنوب المتوسط وشرق اوروبا في صورة "تجاوبها مع المشاريع الاوروبية للاصلاح والتنمية".. وقد برزت علنا في المدة الماضية اختلافات في تقييم المباردات الاوروبية من دول الجنوب.. خاصة بعد الاعلان عن المشروع الفرنسي عن الاتحاد المتوسطي الذي اعتبرته جهات مؤثرة في المانيا واسبانيا وشمال اوروبا محاولة من باريس لخلق حزام جنوبي المتوسط والى جر الاتحاد الاوروبي جنوبا بعد ان دفعته المانيا شمالا وشرقا.. وفيما يبدو العالم العربي مشغولا بقضايا وازمات معقدة بينها المشاكل الاقتصادية والامنية الداخلية والنزاعات التي تستنزف طاقاته منذ عقود مثل الصراع العربي الاسرائيلي قد يكون من مصلحة الدول المغاربية الضغط مجددا لتفعيل الية 5+5 التي عقدت قمتها الاولى في تونس في موفى 2003.. ولم تبادر أية دولة اوروبية الى حد الان باستضافة القمة الثانية.. مما حد من نجاعة هذا الفضاء المهم الذي يمكن ان يتطور الى "اقليم اقتصادي وسياسي مهم" بين دول حوض الغربي للبحر الابيض المتوسط.. وبحكم رئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي في جوان القادم وعضويتها للترويكا الاوروبية حاليا فقد يكون مفيدا بالنسبة لوزراء خارجية 5+5 أن يبحثوا في الرباط الاسبوع القادم.. ثم خلال مع محادثاتهم مع الترويكا الاوروبية.. العودة الى تفعيل فضاء 5+5.. مع النظر في امكانبة توسيعه ليشمل مصر واليونان أي أن يصبح 6+6.. لأن انجاز الاتحاد المتوسطي "الكبير" يبدو شبه مستحيل حاليا.. لعدة أسباب من بينها معارضة دول فاعلة في الاتحاد الاوروبي له.. فضلا عن انتماء اسرائيل الافتراضي للاتحاد المقترح.. وهو ما يعني اجهاضه قبل أن يولد.. بحكم عمق التناقضات بين الدول العربية واسرائيل حاليا..