اختتمت أمس بدار الثقافة أبو بكر القمودي بسيدي بوزيد فعاليات ملتقى «سوسيولوجيا الثورات العربية» في نسخته الثانية التي حملت شعار» المشروع الثقافي ما بعد الثورة: الانتظارات والمآلات» وتضمّن برنامجها بالإضافة إلى معارض حول الخط العربي والفنّ التشكيلي وسهرة موسيقية للمشاركين في الندوة عدّة مداخلات فكرية أبرزها محاضرة «الإعلام الثقافي البديل ما بعد الثورة» للأستاذ الجامعي محمد سعد برغل آثار من خلالها بعض الإشكاليات ذات الصلة بدور وسائل الإعلام البديلة في كسر الرقابة على المثقف والثقافة وكيف تجعل منهما فعلا متحرّرا؟ البدائل السياسية والرهان الثقافي بعد التوطئة التاريخية للإعلام الثقافي بتونس قبل الثورة وتحديدا أثناء الفترة «النوفمبرية» التي اتسمت بتوزيع الأدوار بحسب مقاضيات المرحلة مثل إنشاء «الوكالة التونسية للاتصال الخارجي» ومهمتها الرئيسية تحفيز الأجانب على الكتابة تمجيدا للرئيس المخلوع سواء بمقالات أو حصص تلفزيّة أو تحقيقات أو نشر كتب أو التكفل بتسديد تكاليف السفر الثقافي لبعض الكتاب والصحفيين للمشاركات الدولية حول تونس أو تسويق بعض الثقافة التونسية على اعتبارها الوجه المشرق للثقافة وما المسار الذي عرفته جمعيات المجتمع المدني مثل «اتحاد الكتاب» ورؤسائه المتعاقبين إلا دليلا على أنّ وسائل الإعلام في تونس قد اشتدت عليها الرقابة إلى درجة أنّ الإعلامي الثقافي ما عاد في حاجة إلى توصيات بالهاتف كما كان الأمر في التسعينات أشار الدكتور سعد برغل إلى أنّ أصوات المثقفين تعالت أثناء الحملة الانتخابية متسائلة عن البرامج الثقافية للأحزاب التي تيسّر لها الوقت للحديث في كلّ القضايا المتعلقة بالشأن العام باستثناء البدائل الثقافية وكأنّ المبدع التونسي على حدّ قوله فئة اجتماعية اعتبارية فلم تسع الأحزاب ولا القائمات المستقلة إلى استقطابه بواسطة تسويق إشارة صريحة أو ضمنية إلى مشروع ثقافي؛ وتساوى في ذلك أهل اليسار وأهل اليمين حيث تبيّن أنّ الكتّاب والشعراء والجامعيين الموجودين على رأس القائمات كان همّهم الأكبر مخاطبة الرأي العام بما يفهم «سياسة لمّ الأصوات»