266 طفلا استقبلهم المركز النموذجي لملاحظة الأحداث السنة الفارطة تونس-الصباح أشار السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان خلال اشرافه يوم أمس على يوم دراسي نظمته الإدارة العامة للسجون والاصلاح تزامنا مع الإحتفال بالعيد الوطني للطفولة،إلى أن المبادرة الرئاسية الأخيرة المتعلقة بالإذن بإعداد مشروع قانون يحجر إقامة الأطفال مع أمهاتهم السجينات ويقر إحداث فضاءات خاصة لرعاية الأم الجانحة عندما تكون حاملا أو مرضعا وذلك طيلة فترة الحمل والرضاعة على أن تكمل قضاء عقوبتها بمؤسسات السجون والاصلاح العادية المعدة للنسوة عند انتهاء تلك الفترة،تعد مبادرة تثري المنظومة الحقوقية للطفل وتوفر ضمانات أكثر لما يتطلبه الطفل من رعاية طبية واجتماعية ونفسية خاصة إضافة إلى حماية الطفل من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تنشأ عن تواجده رفقة أمه السجينة. كما بين وزير العدل وحقوق الانسان من جهة أخرى أن الطفولة الجانحة شريحة من الشرائح الاجتماعية ذات الاحتياجات الخصوصية التي في حاجة ماسة للمساندة والمساعدة على تخطي ما يمكن أن يعترضها من صعوبات بما يحقق إصلاحها وتهذيبها وإعدادها للاندماج ثانية في المجتمع. ونشير في هذا السياق إلى أن محور اليوم الدراسي الملتئم أمس خصص لتدارس محور واقع إدماج الأطفال الجانحين وآفاقه وقد تخللت فعاليات اليوم الدراسي جملة من المداخلات التي حاولت من جهة التعرف على الأسباب والآثار ومشكلات الإدماج والتعريف من جهة أخرى بمجالات وبرامج إدماج الأطفال الجانحين المتوفرة حاليا. أسباب انحراف الأطفال تناول الأستاذ الجامعي والباحث في مجال علم الاجتماع العيد أولاد عبد الله في مداخلته البحث وراء الاسباب المؤدية إلى انحراف الأطفال.وأشار في هذا الإطار إلى أن عدم اهتمام الأسرة برعاية أطفالها والاقصاء والتهميش من محيطه والفقر أي تدهور المستوى المعيشي للأسرة والانقطاع عن التعليم #0236تعد من بين أهم أسباب الانحراف. تحدث المحاضر أيضا إلى تدخل بعض العوامل النفسية المرتبطة أيضا ببيئة الطفل ومحيطه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في توخي سلوكيات تؤدي إلى طريق الانحراف من بين هذه العوامل الشعور بالدونية وبحث الطفل عن الاستقلالية ومثل عليا للإقتداء بها قد تكون مثل خاطئة لكنها في نظره الأفضل ...إلى جانب وجود حب التجربة والظهور والمخاطرة لدى الطفل التي قد تؤدي إلى اقدامه على سلوكيات منحرفة وشاذة. كما نبه الأستاذ العيد أولاد عبد الله من تنامي تأثير خطر الوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل الاتصال في غياب رقابة الأولياء،على سلوك الطفل وما تمرره بعض الوسائل الاعلامية من مضامين خطيرة وقد يكون لها تأثير على انحراف سلوك الأطفال على غرار تمرير مهارات الخداع والكذب والمراوغة وسياسة الارتزاق السهل دون عناء#0236 آليات التدخل والمتابعة تطرقت المداخلات الأخرى إلى برامج وآليات التدخل والمتابعة للأطفال المهددين والجانحين التى تقوم بها بعض الهياكل على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية ويشير السيد سامي بالغيث مدير الدفاع الاجتماعي بالإدارة العامة للنهوض الاجتماعي في هذا السياق إلى أن التدخل يكون في طور ما قبل الحكم على الطفل الجانح وبعده. ويتمثل التدخل ما قبل الحكم على الطفل المرتكب لجنحة ما في أن يأمر قاضي الأسرة بإحالة الطفل إلى المركز النموذجي لملاحظة الاحداث لقضاء فترة زمنية تتراوح بين شهر وشهرين يعد خلالها فريق من المتخصين في المجال الاجتماعي والنفسي تقريرا حول الظروف والأسباب المحيطة بارتكاب الطفل للجنحة ويحاولون بالتوازي مع ذلك تعديل سلوكه ثم يحيلون تقريرهم إلى القاضى لاعتماد ما ورد فيه لاصدار الحكم ويشير سامي بلغيث مدير الدفاع الاجتماعي بالادارة العامة للنهوض الاجتماعي أن 95 بالمائة من الحالات المتعهد بها في المركز النموذجي لملاحظة الاحداث لا يتم الحكم عليها وتتم إعادتهم لعائلاتهم لإعادة ادماجهم في الوسط العائلي. وتشير الإحصائيات الخاصة بالسنة الفارطة أن مركز ملاحظة الأحداث تعهد بحوالي 266 طفلا تم إرجاع 150 منهم إلى عائلاتهم. ويشمل التدخل في مرحلة موالية العمل على أدماج الطفل في وسطه الطبيعي وفي المجتمع على غرار العمل على ارجاع الأطفال الجانحين أما لمقاعد الدراسة أو إلى التكوين المهني أو مساعدته على بعث مشروع للحساب الخاص وتمول هذه البرامج إمامن قبل صندوق تأهيل وادماج الأطفال الجانحين أو عن طريق بعض آليات صندوق 21-21.