تجهيز نوادي السينما بالضروريات نظمت الدورة التاسعة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب «الفيفاج» يومي 27 و28 مارس الحالي ندوة حول «التربية بالصورة» شارك فيها عدد من أهل المهنة وممثلي الجمعيات السينمائية التونسية والغرفة النقابية الوطنية لمنتجي الأفلام إلى جانب جمعية المخرجين السينمائيين التونسيين ووزارة التربية وافتتح السيد حسن عليلش مدير هذه التظاهرة السينمائية اللقاء بمداخلة شدد خلالها على الجانب التثقيفي للصورة واعتبارها رهانا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا كذلك. وأشار حسن عليلش إلى تأثير هذه الأداة الفنية على سلوك الأطفال والشباب من منطلق خبرته من جهة والنتائج التي حققها اعتماد أسلوب التربية على الصورة من جهة أخرى ضمن فعاليات مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب. أمّا الأكاديمي اقبال زليلة فانتقد تهميش قطاع تدريس السينما في تونس واعتباره مجرد شعبة لفتح افاق التشغيل مطالبا بالرقي أكثر بمستوى الطلبة الموجهين لهذا الاختصاص بمعنى اختيار الأنسب ثقافيا لتعلم هذا الفن مضيفا أن أغلب طلبة السينما لا يتمتعون بزاد ثقافي في مجال الفن السابع كما لم يتربوا على قيمة الصورة فنيا وتقنيا. من ناحيته طالب المنتج نجيب عياد بضرورة دعم الأنشطة المهتمة بالصورة في كل المناطق التونسية وخصوصا الداخلية منها مذكرا أن هذه مسؤولية جميع السينمائيين من محترفين وهواة في هذه الفترة الحرجة التي أصبح فيها الفن في موضع اتهام وتحريم وقال الرئيس السابق للفيفاج التاريخ سيحاسبونا إن تخاذلنا عن حماية ثقافتنا السينمائية. وطرحت ندوة «التربية على الصورة» أيضا مسألة حضور النشاط السينمائي باعتباره أداة للتثقيف في المؤسسات التربوية والتعليمية خاصة مع طغيان الفضائيات التلفزيونية بمختلف توجهاتها على الثقافة السمعية البصرية للناشئة. على صعيد آخر، عبّر المسرحي والسينمائي الحبيب غزال على ضرورة تفعيل مقترحات وتوصيات الندوة والتي طالبت بضرورة ادراج التربية على الصورة في البرامج الرسمية للتعليم وإعادة تفعيل اللجنة المشتركة بين وزارة التربية ومهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب والجمعيات السينمائية الفاعلة وإحياء برامج نوادي السينما المدرسية. كما أوصت الندوة بتجهيز نوادي السينما المدرسية بالمعدات الضرورية والعمل على بعث مراكز ثقافية تكون حاضنة لهذه البرامج السينمائية بالمؤسسات التعليمية.