في سهرة الأحد 25 مارس الحالي افتتحت جوهرة الساحل مهرجانها الدولي لفيلم الطفولة والشباب (F.I.F.E.Je) في دورته التاسعة وذلك بالمسرح البلدي بمدينة سوسة وسط حضور جماهيري محترم توافد لمشاهدة فيلم الافتتاح وبطلته هند صبري ضيفة شرف «الفيفاج». هذا الافتتاح انطلق بكلمة السيد حسن عليلش مديرة التظاهرة الذي شدد على محافظة «الفيفاج» على أهدافه منذ تأسيسه وأهمّها تعليم التربية على الصورة والتعامل الواعي معها والتفتح على الآخر بما يحمله من قيم وثقافة مغايرة مشيرا إلى أن المهرجان يستقبل في دورته الحالية قرابة 120 فيلما من تونس ومختلف دول العالم وعبّر رئيس الدورة التاسعة لفيلم الطفولة والشباب عن تفاجئه بردود فعل بعض الهياكل العمومية على مستوى دعم فعاليات التظاهرة وقال في هذا السياق:» ظننا أن الثورة ستطور الكثير على مستوى القطاعات الثقافية وتغيب البيروقراطية في التعامل مع الفعل الفني والفكري غير أن وزارة الرياضة والشباب خيبت أملنا ولم تتجاوب مع حاجات المهرجان.» في ذات الإطار واصل المدير السابق للمهرجان المنتج نجيب عياد الحديث وأعلن احتجاجه الكلي على السلطة المحلية بمدينة سوسة وتحديدا البلدية معتبرا أن عدم اهتمامها بالمهرجان وقيمته وعراقته التي تمتد لعقدين من الزمن أمر مخجل هذا دون الحديث عن بقية الهياكل الوطنية المعنية بدعم الثقافة في البلاد. ومازح نجيب عياد الحاضرين بقوله أنه كان أذكى من الرئيس التونسي المخلوع بن علي وترك رئاسة المهرجان لسينمائي آخر من منطلق إيمانه بأن اختلاف الآراء الفنية والتصورات التنظيمية للمهرجان تساهم في تطويره وتجديده لكن تصريحات صاحب «بحيرة للإنتاج» لم تستطع إخفاء دعم نجيب عياد غير مباشر للمهرجان وتواصل اهتمامه بفعالياته ومساندة رئيسه الجديد حسن عليلش في تطويره.
هند صبري و«الفيفاج»
منصة افتتاح «الفيفاج» حاولت تقديم لمحة مختصرة عن ضيفة شرف التظاهرة هند صبري ومسيرتها السينمائية بين تونس ومصر قبل أن تدعوها للركح وسط حضور جماهيري لم يستوعب بعد أن تكون النجمة التونسية موجودة فعلا في المسرح البلدي بسوسة...لكن هند صبري اعتلت الركح وتحدثت ببساطة عن حضورها «للفيفاج» وهي طفلة حين قدمت مع فيلمها الأول «صمت القصور» ممّا جعل الحاضرين يدركون أن حضور بطلة «أسماء» لسوسة هو حنين للبدايات ولعّله تقييم داخلي من طرف هند صبري لمشوارها... الممثلة التونسية المقيمة منذ سنوات في مصر لم تترك الفرصة تمر دون التذكير بأهمية السينما في توعية الشعوب والرسالة التثقيفية لهذا الفن مؤكدة أن السينما موجهة دوما للطفولة والشباب حيث أشادت بدور مهرجان سوسة السينمائي في تحقيق هذه التطلعات كما اعتبرت تفتحه على مدارس سينمائية مختلفة واستقباله لفنانين من جميع دول العالم هي خطوة تدعم صورة تونس المعتدلة والمتفتحة على الآخر بكل خصوصياته واختلافاته. ولفتت هند صبري الانتباه للمرحلة الانتقالية التي تمر بها بلادنا قائلة «اكتشفنا بعد الثورة أننا لسنا متشابهين في خياراتنا وهذا جيد حتى نتعرف أكثر على مجتمعنا ونتعلم كيف نتعامل مع بعضنا بتسامح فهذه تونس منذ عصور وستبقى دوما...سلاحها التسامح.» وأضافت ضيفة شرف «الفيفاج» أن فيلمها «أسماء» لا يطرح قضية مرضى الايدز (السيدا) فحسب وإنما يدعو للتسامح والقبول بالمختلف عنا وإشراك الأقليات في بناء المجتمع لا تهميشهم ونبذهم.
ضيوف وأفلام للجميع
على صعيد آخر استقبلت الدورة التاسعة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب عدد هام من الضيوف والتجارب السينمائية المختلفة وقد كشف حفل الافتتاح على أغلبهم كما قدم لجان التحكيم على مستوى الأطفال والمسابقة الوطنية وكذلك الدولية ويشارك في تقيم الأعمال السينمائية وطنيا كل من المخرج خالد البرصاوي والناقدة والممثلة سعاد بن سليمان والسينمائي الطيب الجلولي فيما تضم لجنة التحكيم الدولية المخرج الجزائري إبراهيم تساكي والفرنسي جاك أوجان ستوفر والسينمائي النيجيري مصطفى الحسن ومن تونس الجيلاني السعدي فيما غاب المخرج المصري توفيق صالح رغم الإعلان عن اسمه مسبقا من قبل إدارة المهرجان. ومن بين ضيوف الافتتاح كذلك حضر والي سوسة والسفير الإيراني ومدير المركز الثقافي لهذا البلد فيما غاب وزير الثقافة مهدي مبروك رغم أن وزارة الثقافة هي المدعم الرسمي والأساسي لفعاليات «الفيفاج». أمّا في ما يخص العروض المبرمجة اليوم الثلاثاء فتتوزع على عدد من الفضاءات على غرار المسرح البلدي والمركز الثقافي بسوسة وفي دور الثقافة بكل من القلعة الصغيرة ومدينة أكودة إلى جانب المركز الثقافي الجامعي يحي بن عمر وتعرض هذه القاعات مجموعة من الأفلام بعضها لفئة الأطفال وأخرى للشباب نذكر منها شريط الصور المتحركة للمخرجة السورية ياسمين حجازي بعنوان «عصافير الياسمين» والفيلم المغربي «ماجد» الحاصل على جائزة أحسن سيناريو بمهرجان طنجة 2011 للمخرج نسيم عباسي والعمل الفرنسي «A pas de loup» للسينمائي أوليفي رينجر. ومن بين الأشرطة التونسية القصيرة والحديثة الإنتاج برمج الفيفا فيلم «نحن هنا» لعبد الله يحي والذي ينقل تفاصيل يومية من حياة مجموعة من مغني الراب القاطنين في الأحياء الشعبية بالعاصمة وكيف يترجمون معاناتهم في أعمال غنائية أدت لانتشار موسيقى الراب في صفوف أبناء المناطق الفقيرة بالعاصمة.