هو من الفنانين الليبيين الذين فضلوا الصمود في وطنهم ومعايشة ثورة الأحرار والمشاركة في تفاصيلها، الفنان أيمن الهوني أجل صدور ألبومه الأخير حزنا على شهداء بلاده ومراعاة لمشاعر أمهاتهم وفضل إحياء الحفلات الخيرية للمساهمة في مساعدة المحتاجين وإدخال الفرحة لقلوب الأطفال ...بهذه المشاعر المتفائلة بمستقبل أفضل افتتح أيمن الهوني لقائه مع «الصباح» الذي تغلبت فيه السياسة على الفن. *ماذا غيرت الثورة اللبيبة في مسار وهواجس فنانيها ومثقفيها ومن بينهم أيمن الهوني؟
- شخصيا عشت الثورة لحظة بلحظة بحكم إقامتي في قلب الحدث وشهدت بعض أصدقائي وهم يستشهدون والثورة غيرت الكثير من المعايير ومنها الشجاعة فهي درجات وهناك من كان مساندا لمطالب الشعب ومنهم من فضل الصمت والأسوأ من غيب الحقيقة واختار دعم الطرف الظالم وما لفت انتباهي في المشهد الفني الليبي أثناء الثورة أن أغلب الفنانين اللذين وقفوا في صفوف الشعب هم من الشباب وبالنسبة لي فتحت استديو التسجيل أمام كل من يرغب في تقديم أغنية جديدة منذ 16 من فيفري 2011 وقمت بتسجيل أغنية صحبة عدد من الأطفال وأرسلتها للتلفزيونات العربية حتى يدرك الجميع ماذا يحدث في ليبيا.
*هل تعتقد أن كل ما تغنى بالثورات العربية من أعمال كانت في مستوى هذه الأحداث الاستثنائية التي عشناها؟
- كل عمل فني جديد مضمونه يتغنى بثوراتنا هو إضافة وانتصار لمطالبنا فالشعوب العربية في حاجة لمن يصدقها ويؤمن بهواجسها...أنا لم أتوقف منذ قيام الثورة على تسجيل الأغاني الوطنية حتى نحفز همم الثوار الذين اتهموا بتعاطي حبوب الهلوسة.. كيف يمكن لمواطن يطالب بكرامته أن ينسى هدفه السامي بتعاطي المخدرات؟ هذه تراهات صنعها القذافي وأتباعه لتشويه الحقائق ودورنا كفنانين هو فضح هذه الأساليب القذرة.
*الفنان الليبي والمغاربي في العموم ظل لسنوات غائبا على الصعيد العربي رغم استغلال أغلب النجوم المشارقة لإيقاعاتنا في أعمالهم ف ماهي أسباب هذا التهميش؟
- أعتبر الأنظمة التي كانت تحكمنا هي السبب وراء تهميشنا عربيا لفائدة الأجانب على عكس الفنانين الخليجيين والشوام والمصريين الذين يتمتعون بثقة أوطناهم وتشجيع الدولة لهم وأشير في هذا السياق إلى أن إيقاعاتنا على غرار الفزاني سرقت من قبل الملحنين والموزعين الخليجيين ونسبت لتراثهم رغم أنها تاريخيا تنتمي لجذورنا وتنتشر خصوصا في جنوبي تونس وليبيا وقد حاولنا إثبات طاقتنا عربيا ومنذ أكثر من سنة اتفقت مع الفنان لطفي بوشناق على تقديم مشروع فني يجمع مطربي المغرب الكبير غير أن الثورات أجلت هذا العمل الفني وقريبا سنعود لإكماله.
* وما رأيك في موقف وزير الثقافة التونسية الداعم للفن الجاد والرافض لمطربات الكليبات على غرار نانسي عجرم واليسا في برمجة قرطاج؟
- لم ألتق بعد بوزير الثقافة التونسي ولكني أحترم وجهة نظره إذ كانت وراءها أسباب مقنعة هدفها الارتقاء بالمضامين الفنية المبرمجة في مهرجان قرطاج العريق ولو كان الوزير التونسي ضد الإسفاف فأنا شخصيا أضم صوتي لصوته وأتمنى له التوفيق في خياراته القادمة.
* تعاونك مع الفنانة ديانا كرزون في ديو «كلام العين» هل هو بحث عن الانتشار العربي؟
- حين سافرت إلى مصر لتطوير تجربتي كنت أظن أني مشهور باعتباري أتمتع بشعبية لأبأس بها في بلدي لكني اكتشفت العكس وهذه الصدمة ساعدتني وأنا في بداياتي على تعلم قيمة التواضع لذلك لم أكن أعتبر الشهرة هدفي بقدر ما كنت أبحث عن العمل الأفضل من حيث القيمة وكان التعاون مع الفنانة الأردنية ديانا كرزون محض صدفة حيث شاركتها إحياء حفلة في طرابلس وعبّرت عن إعجابها باللهجة الليبية ورغبتها بتقديم عمل من تراثنا لكن بعد سماعها لإحدى أغاني وهي «كلام العين» التي تحافظ على خصوصيات إيقاعات مدينة الهون مسقط رأسي من خلال اعتماد لون المزمار و«الزكرة» في موسيقاها فطلبت مني ديو يجمع بينا ونجح العمل خصوصا بعد تصويره مع المخرج المصري عثمان أبو لبن.