انطلق المخرج التونسي شوقي الماجري في تصوير مسلسله الرمضاني «الحملة الفرنسية على مصر»، والذي يتناول حكاية إحدى العائلات المصرية التي عايشت أحداث معركة شبراخيت - وهي منطقة تنتمي لمحافظة البحيرة- وشهدت هزيمة المماليك بقيادة مراد بك على يد الجيش الفرنسي-إلى جانب تصوير مشاهد العمل لثورتي لقاهرة الأولى والثانية وانتهائهما بخروج حملة بونابرت مهزومة من مصر. وأكد المخرج التونسي خلال المؤتمر الذي عقده بالقاهرة أن مسلسل «الحملة الفرنسية على مصر» - وهو عنوان مؤقت- يحاكي الواقع الراهن لمصر كما يستعرض مرحلة تاريخية مهمة من العصر الحديث في بلاد النيل وسوريا في نهاية القرن الثامن عشر. وأشار صاحب «الاجتياح» الى أن تجربته المصرية الحالية تعكس عملا دراميا اطاره تاريخي وبالتالي لا يقدم هذا المسلسل سيرة بونابرت ولا يوثق لحملته كما نفى أن تكون هناك أعمال تلفزية قدمت في السابق عن هذه الأحداث لافتا الانتباه الى أن هذا المسلسل يختلف في زاوية طرحه عن فيلم الراحل يوسف شاهين «وداعا بونابرت». من جهتها قالت الفنانة ليلى علوي في المؤتمر نفسه والذي عقد في القاهرة خلال هذا الأسبوع احتفالا ببداية تصوير مشاهد العمل أنها لم تتردد في الموافقة على المشاركة في هذا العمل التاريخي لأنه يحمل اسم المخرج التونسي شوقي الماجري صاحب النجاحات مميزة على الشاشات العربية كما وصفت سيناريو الكاتبة المصرية عزة شلبي بالرائع والقادر على شد المتفرج في رمضان 2012. وتجسد ليلى علوي في أول تجربة لها على صعيد الأعمال التاريخية دور «نفيسة البيضاء»و يطلق عليها «أم المماليك» من أصل شركسي وكان لها دور هام في الأحداث أثناء صراع المصريين مع الجيش الفرنسي بقيادة بونابرت كما تتحدث الفنانة المصرية اللغات العربية والفرنسية والتركية في أحدث أعمال شوفي الماجري التلفزيونية.
بونابرت برؤية تحاكي الثورات الراهنة
وإلى جانب ليلى علوي يؤدي عدد هام من الممثلين العرب والفرنسيين أدوار»حملة نابليون بونابرت على مصر» منهم فرح يوسف في شخصية «رقية» الفتاة المصرية المناضلة وأروى جودة في دور الأرمينية «ورد» وسامح الصريطي الذي يتقمص شخصية الشيخ مصطفى الضرير بسبب داء الرمد والممثل هادي الجيار و يؤدي دور عبد الرحمان الحداد ممثل إحدى الطوائف المشاركة في ثورتي القاهرة الأولى والثانية إضافة لحضور كل من شريف سلامة وسوسن بدر ومحمود الجندي في مشاهد المسلسل الدرامي. أمّا شخصية القائد نابليون بونابرت فأسندت للممثل الفرنسي جريجوار كولين كما وضعت ميزانية مفتوحة لهذا العمل المتكون من 30 حلقة من قبل منتجه هلال أرناؤوط ويعد إنتاج المسلسل الأضخم إلى الان ضمن قائمة الأعمال المتوقع تصويرها لرمضان 2012 حيث بنيت قرى على النيل وديكورات ضخمة في مدينة الإنتاج الإعلامي لنقل الأحداث إلى جانب الميزانية المخصصة لأجور الممثلين والتقنيين. ومن المتوقع أن تتمتع قناة روتانا وتلفزيون «ART» بالعروض الحصرية للعمل باعتبارهما يشاركان في إنتاجه إلى جانب شركة «إيبلا» الدولية للإنتاج السينمائي والتليفزيوني. نجاحات شوقي الماجري العربية تتواصل في كل موسم بعمل جديد غير أن الأبواب المحلية مازالت موصدة أمام موهبته التي صقلتها التجربة وأثبتت تميزه على المستوى التلفزيوني والسينمائي كذلك... وكغيرها من المشاريع تبخر العمل الذي كان يأمل في تصويره الماجري عن الثورة التونسية بعد ان تفاوض حول مواضيعه وتوجهاته مع عدد من الفاعلين في السينما التونسية... لكن المشروع بقي مجرد أحاديث احتضنتها مقاهي الثقافة... ؟