مساهمة منها في إحياء ذكرى يوم الأرض نظمت دارالثقافة ابن رشيق يوم السبت 31 مارس أمسية غنائية -مهداة إلى روح فقيد الأغنية الملتزمة الهادي قلة- فرض الجمهور الذي غص به مسرحها ان تتحول إلى سهرة تواصلت إلى قرابة العاشرة ليلا وتسمر في مكانه يردد الشعارات تارة ويزغرد طورا ويصر على طلب المزيد من أغاني المجموعة الموسيقية العائدة مؤخرا إلى الساحة «أمازيغن». هذا الحفل الذي حضرت فيه أعلام تونسوفلسطين وصور ماركس ولينين وعلم الأمازيغ الذي التحفت به بعض الفتيات وأصر البعض الآخر على عرضه على الركح نادى خلاله الجمهور بعديد الشعارات ك «الشعب يريد تجريم التطبيع» و«لا خوف ولا رعب السلطة ملك الشعب» وغيرها من الشعارات التي بحت بها الحناجر وبثت الحماس والحمية وألهبت الأكف وأجرت من عيني البعض دموعا حارة إذ تذكروا حمادي العجيمي وما عانته مجموعة «أمازيغن» من مآسي حيث سجن أفرادها بسبب ما كانوا يغنونه من أشعار تنقد النظام وتفضح أساليبه تماما مثلما تأثر البعض بسماع صوت جمال قلة وهو يردد أغنية شقيقه الراحل الهادي قلة والتي كتب كلماتها المولدي زليلة «بابور زمر».
اعبد الودود»
انطلق الحفل بفقرة غنائية أمنها نادي أحباء الشيخ إمام وهو نادي جديد يعمل منذ قرابة الثلاث أشهر بتشجيع خاص من مدير الدار شكري اللطيف هذه الفقرة تفاعل معها الشباب الحاضر، واعتقد البعض من الأصغر سنا أنهم يستمعون إلى اغان جديدة والصحيح أنهم استمعوا إلى أغان ملتزمة بعضها للشيخ إمام ك»ناح الحمام» و»في ذكرى الميلاد العشرين» كلمات عفاف العقاد و»أب جد هوز» و»يا فلسطينية»وثوروتحرر يا إنسان و»عبد الودود». تم اعتلت الركح مجموعة «أمازيغن» التي رجعت بعد غياب طويل ووقفت أول مرة متجمعة أمام الجمهور وقد تم تطعيمها بأعضاء جدد وبفتاتين جمعتا بين الحضور الركحي الجميل وحلاوة الصوت والإحساس العميق بالكلمة التي تصدحان بها. طبعا استقبل الكهول هذه المجموعة وهم يبحثون عمن بقي فيها من الشباب الذي كونها في منتصف سبعينات القرن الماضي وقد تفرّع عنها عدد من الفنانين الملتزمين الذين غنوا فرادى او كوّنوا مجموعات في الساحة التونسية مثل محمد بحر وحمادي العجيمي. وغنت: «ضايمني كساد ومتكدر» وهي أغنية مأخوذة من مسرحية لأحمد السنوسي وتلحين مجموعة امازيغن ومن كلمات احمد فؤاد نجم والحان الشيخ إمام غنت» باستنظر»رغم القساوة في منظرك.. لحظة هروبك يا رباب مالحب لما استنصرك رغم الشتاء والبرد والرعد المخيف باستنظرك.
لا نطيق الذل..
كما غنت المجموعة من كلمات سالم العيدودي وتلحينها قصة حسونة الليلي مع بنت دريد وقد قال فيها: « يا عوم الغيد ** مانحساب تديريلي **زي بنت دريد **غرّت بحسونة الليلي». ويعود تاريخها إلى سنة 1855 ومن ألحانها وكلمات ابو القاسم الشابي «انا يا تونس في لج الهواء» ومن ألحانها وكلمات علي سعيدان أغنية « لا نطيق الذل **ولا نحمل كلمة عزارة** لا غياب الأحباب ** يضيع الوقت وما يفيدك من بعد دبارة ** رجليك من الحفا ما طابت **ظهرك من الحمل ما مل ** تجري وراء السراب تشابط** من غير ما لقيت الحل ** قداش من حدج عدينا ** بالعز رافعين الروسو قداش من شهد ردينا ** لا الذل يردنا مغاريس **يا غايب لحباب يضيع الوت وما تفيدك من بعد دبارة. وبهذه المناسبة ووسط موجات من الأصوات البشرية المرتفعة منادية بتحرير فلسطين راسمة علامات النصر مطالبة بإسقاط «شريعة هولاكو» وجه الفنان حمادي بن يحي تحية الى الفلسطينيين الذين ما زالوا في مخيم الشوشة بعد أن تم ترحيلهم من ليبيا في بداية أيام ثورتها وطالب بايلائهم اللفتة التي يستحقونها والتعجيل بفك عزلتهم وإيجاد حل لمشاكلهم بعد أن قاسوا ويلات البرد القارص في الشتاء وقبل أن ترتفع درجات الحرارة ونحن مقبلون على صيف قد يكون ساخنا جدا.