نظّم اتحاد أصحاب الشهادات المعطلون عن العمل أول أمس مسيرة انطلقت من أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي للمطالبة بحقّهم في التشغيل مردّدين شعار «شغل، حرية، كرامة وطنية». وأثناء توجهّهم نحو شارع الحبيب بورقيبة، اعترضتهم قوات الأمن على مستوى مفترق شارع روما لمنعهم من دخول شارع الحبيب بورقيبة تطبيقا للقرار الصادر يوم 28 مارس الماضي من قبل وزارة الداخليّة والذي يقضي بمنع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة. وندّد العديد من متتبّعي الشأن الوطني بالعنف الذي مارسه أعوان الأمن على المتظاهرين لكونه لا يمتّ لمبادئ الثورة بصلة. وعن سبب اعتماد العنف، قال خالد الطرّوش الناطق باسم وزارة الداخليّة ل»الأسبوعي»: «حاولنا عدم التصادم مع المعتصمين لكنّهم أصروا على دخول شارع الحبيب بورقيبة رغم عدم حصولهم على ترخيص لتنظيم تلك المسيرة، وقد احترمنا تطبيق القانون من خلال مطالبتهم بالرحيل في مرحلة أولى، لكن ما من مجيب ممّا دفعنا إلى اللجوء إلى العنف خاصّة على إثر رشقنا بالحجارة من قبلهم». «لن نستسلم لأحد» من جهته، قال بلقاسم بن عبد الله عضو التنسيقيّة الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل ل»الأسبوعي»: «لا يحقّ لأحد منعنا من التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة لأنّنا من قمنا بتحريره، وقد تعوّدنا على هذا النوع من الممارسات القمعيّة منذ تأسيس الاتحاد يوم 25 ماي 2006، ولن نستسلم لأحد مهما كانت صفته». في نفس الإطار، قال عمر الصفراوي منسقّ مجموعة ال25 محام ل»الأسبوعي»: « إنّ ممارسة العنف مع المعطلين بتلك الطريقة تثبت عودتنا للممارسات القمعية زمن بن علي، وأشدّد على عدم وجود أيّ مبرّر لاستعمال العنف». وأضاف قائلا: «إذا أردنا تكريس دولة القانون، فكان يجب على وزارة الداخليّة إيقاف المتظاهرين بصفة حضريّة وتطبيق القانون عليهم وليس تعنيفهم بتلك الطريقة». وكان الاتحاد العام التونسي للشغل أصدر بيانا أكدّ فيه أنّ «حقّ التظاهر مكسب لا تنازل عنه وأنّ تواصل المنع لا يفضي إلا إلى الاحتقان ومصادرة الحريات». وطالب في هذا الإطار بفتح تحقيق حول الاعتداءات ضدّ المعطلين عن العمل. أكثر من 33 مصابا وأكدّ بلقاسم بن عبد الله ل»الأسبوعي» تعرضّ أكثر من 25 معتصما إلى الاعتداء من قبل قوات الأمن ، قائلا: «انطلقنا عمليا بفتح بحث تحقيقي حول الاعتداءات، حيث تقدمّ اثنان من المصابين برفع شكوى لدى وكيل الجمهورية بحضور المحامي عبد الناصر العويني». وذكر محدّثنا أنّ بقيّة المصابين سيقدّمون شكوى في الغرض ضدّ وزير الداخليّة باسم الاتحاد بمجردّ الحصول على الشهادات الطبيّة غدا الثلاثاء. ويشار إلى أن الاعتداءات شملت أيضا قوات الأمن حيث قال الناطق باسم وزارة الداخلية ل»الأسبوعي»: «كنا أصدرنا يوم السبت بيانا أشرنا فيه إلى تعرض 6 أعوان أمن إلى إصابات إلا أن العدد الحقيقي هو 8 أعوان». خولة السليتي
وزارة الداخلية لم نمنح ترخيص لأي مسيرة بشارع بورقيبة اليوم ينظّم اليوم عدد من نشطاء المجتمع المدني مسيرة سلميّة بشارع الحبيب بورقيبة احتفالا بذكرى عيد الشهداء. ومن المنتظر أن يجتمع المتظاهرون على الساعة العاشرة في ساحة حقوق الإنسان بشارع محمد الخامس للتحوّل بعد ذلك إلى شارع الحبيب بورقيبة في تحدّ لقرار وزير الداخلية الصادر يوم 28 مارس والمتعلّق بمنع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة. وردّا على سؤالنا حول تعرضّ المتظاهرين لاعتداءات من قبل أعوان الأمن مثلما حصل في مسيرة المعطلين عن العمل، قال خالد الطرّوش الناطق باسم وزارة الداخلية ل»الأسبوعي»: «من جهتنا لم نمنح ترخيصا لأيّ مسيرة بشارع الحبيب بورقيبة، فالقانون واضح وهو فوق الجميع. فهل يواصل أعوان الأمن ممارسة «العنف الشرعي» لقمع المتظاهرين؟ خولة