يحتضن فضاء صلاح الدين بسيدي بوسعيد منذ الجمعة معرضا للفن التشكيلي وسيتواصل إلى غاية 19 من الشهر الجاري. المعرض يضم عشرات الأعمال الفنية مختلفة التقنيات والأساليب للفنان التونسي علي الزنايدي والفنان الروسي ستانيزلاف مالاكوف الذي مثلته ابنته أولغا في هذا المعرض تكريما للثورة التونسية ولتاريخ بلادنا. عشق مالاكوف لجمال تونس كان واضحا من خلال لوحات «بنزرت»و«سبيطلة» و«دقة» و«الجم» و«المهدية» و«قليبية».. تجعلك تخال أن الرسام ذو أصول تونسية له دراية كبيرة بخصائص جل المناطق التونسية. أما علي الزنايدي صاحب لوحات «الحدائق الهندسية» و«أنا والآخرون» و«صالحة» و«زهرة» و«خليج قمرت» فقد اعتمد الفن التجريدي عكس ستانيزلاف الذي تبنى المدرسة الواقعية - لأنه يرى أنه الأقرب الى ذهنيته ولأنه يحمل مآرب ثقافية إنسانية ويؤمن بأن الفن كما صرح لنا- «خيال أو لا يكون».
توجهان مختلفان متكاملان
«الفن بصفة عامة في تونس ما بعد الثورة شهد تقدما ملحوظا سواء من خلال النحت أو الرسم أو من خلال الفنون الأخرى» هذا ما بينه لنا الفنان علي الزنايدي. شغف غير مسبوق وظف لترسيخ المواطنة والهوية وهو ما يسعى اليه الفنان بدوره عبر الفن التشخيصي. والمتأمل في أعماله الفنية يدرك جيدا أنها لا تعتمد الفن التشخيصي الباهت والصلب بل الحيوي باستعمال مادة الباستال والأقلام السوداء والورق المقوى والقماش والتقنيات المزدوجة. تقنيات مختلفة يقول علي الزنايدي أنه «يستعملها حسب الأهواء والميول لتقنية معينة دون أخرى». أما الرسام مالاكوف في تبنيه مدرسة الواقعية التي درس أًوصولها ومناهجها في لينيغراد فإنه استعمل تقنيات بسيطة لكنها عميقة من حيث الدلالات والايحاءات التي ركزت على مواطن الجمال بالمناطق التونسية. هكذا كان موضوع المعرض واضحا جليا وهو تكريم البلاد التونسية عبر رؤى فنية جمالية مختلفة. لوحات تجعلك تشعر بحنين يلازمك إزاء كل شبر من تراب البلاد التونسية وأخرى تجعلك تستحضر مخيلتك لرسم الأبعاد الفنية التي يرمي اليها الرسام. تجدرالإشارة الى أن علي الزنايدي فنان تشكيلي من جيل السبعينات درّس في المعاهد الثانوية وفي التعليم العالي.اشتغل كرسام محترف منذ أواسط السبعينات.التحق باتحاد الفنانين التشكيليين منذ1976 وهو صاحب خمسين معرضا شخصيا في تونس وخارجها بايطاليا والبلدان المشرقية وبعض البلدان الآسيوية. يبحث في مجالات الأدب والتاريخ بنظرة تشكيلية. صاحب مشروع تكوين جمعية فنية بجهة بن عروس تعطي للشباب الفرص الممكنة لمزيد التألق. أما الرسام ستانيزلاف مالاكوف فهو من مواليد 1935 بفوروناز بروسيا درس بمدرسة لينينغراد ثم معهد ستالين للفنون الجميلة. مالاكوف يقيم بتونس منذ 1990ويقضي سنويا ستة أشهر بقفصة رفقة ابنته الغا وستة أشهر بليستوني بروسيا. الى جانب الرسم التشكيلي اختص الفنان التشكيلي في الرسم الكاريكاتوري ونشرت العديد من أعماله بالصحف الروسية.