محرزية العبيدي: ما حققته المرأة اليوم ليس هبة من أي نظام.. بل استحقاق رأى 11 بالمائة من المستجوبين في استطلاع للرأي شمل 180 طالبا في المرحلة الثالثة أنقليزية بكل من كلتي الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس ومنوبة ومعهد ابن شرف تونس أنه لا يجب على المرأة أن تشارك في الحياة السياسية في حين كانت الرؤية واضحة لأغلبية المستجوبين أنه يجب مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وتفتك مكانتها في هذا المجال. وتم تقديم نتائج هذا الاستطلاع خلال ندوة دولية انعقدت صباح أمس بالعاصمة تحت عنوان الحوار حول الإسلام السياسي أصوات نسائية من الحركات الإسلامية من تونس ومصر وموريتانيا نظمها كل من مركز الدراسات المغاربية بتونس ومركز هولينغ للحوار الدولي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس. وتمحور الاستطلاع حول عدة اشكاليات منها وضعية المرأة في الماضي والإنتظارات المستقبلية للمكتسبات الاجتماعية ومشاركة المرأة في الحياة السياسية حيث أكدت آمنة بن عرب أستاذة محاضرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس والتي أعدت الاستطلاع أن النتائج أبرزت كفكرة أولى أن هناك ضبابية حول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، في حين هناك رؤية واضحة حول وجوب مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وهناك أكثر من 70 بالمائة منهم أكدوا اصرار المرأة التونسية على المحافظة على مكاسبها الاقتصادية بغض النظر عن النظام السياسي القائم.
تفاؤل
كما أثبتت النتائج تفاؤل أكثر من 53 بالمائة من العينة حول امكانية تطور مكانة المرأة في العائلة مؤكدين على نجاح المرأة التونسية بصفة عامة على المستوى الثقافي، غير أن نسبة كبيرة من المستجوبين قاربت 82 بالمائة أكدوا أنه تم التسويق صورة المرأة التونسية ومشاركتها في العمل السياسي خلال النظام السابق قصد تلميع صورته وابراز قيمه الحداثية في الداخل والخارج.
بين التشريع والتطبيق
وخلال الندوة الدولية كان لمحرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي تعليقا على استطلاع الرأي حيث قالت عدد قليل في هذا الاستطلاع أكدوا أن القدرات الفكرية للمرأة قليلة، في حين كثيرا ما تضطر المرأة إلى أن لا تفصح عن قدراتها حتى تترك المجال للرجل حتى يعبر وهي مسائل في مجملها متعلقة بالمقدرة الثقافية والدفاع عن توجهاتها وأفكارها وهي بالأساس مسألة تربوية وخيار اجتماعي وهي أيضا خيار سياسي مضيفة أن في العديد مجالات الحياة رفعت القوانين والتشريعات من مستوى المرأة ومن مكانتها، ولكن ذلك لن يكون مجديا ان لم تكن هذه القوانين معروفة لدى المرأة في الأوساط الشعبية والفقيرة وفي الأرياف بما يجعل هذه التشريعات غائبة في الممارسة الاجتماعية. وفي تعليقها أيضا على الاستطلاع قالت العبيدي أن دور المرأة في الاقتصاد ومشاركتها في فعالياته لا يكون فقط من خلال عملها خارج البيت مبينة أن المرأة في البيت تعد قوة اقتصادية لها مقدرة فعلية على التواجد والفعل الاقتصادي من خلال إدارة شؤون عائلتها أما بالنسبة للمرأة والحياة السياسية بينت أن الإرادة السياسية موجودة منذ تأسيس الجمهورية غير أنها كانت محاطة بنوع من الاحتفاء السياسي بالمرأة واستغلال صورتها للترويج للنظام القائم والتسويق لهذه الصورة التي لم تنطو في استراتيجيتها على مناضلات تونسيات من حقوقيات وناشطات بالمجتمع المدني مثل راضية النصرواي وسهام بن سدرين، هند الهاروني وغيرهن اللاتي ناضلت من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان والانتهاكات التي كانت تمارس في السابق مضيفة أن ما حققته المرأة اليوم في مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ليس هبة من أي نظام كان وإنما هو استحقاق.