أمام بوابة المجلس الوطني التأسيسي اختلط ظهر أمس الحابل بالنابل.. وتداخلت أصوات المتظاهرين من شقين يفصل بينهما طريق: شق يمثل الاتحاد العام لطلبة تونس وأنصاره الرافعين شعارات « جامعة شعبية.. تعليم ديمقراطي... ثقافة وطنية» و «مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة» و» بن علي خلى وصية للعريض والبوليسية» و» ربي مخك قبل لحيتك».. وشق آخر يمثل أنصار الحكومة والمدافعين عن قرار منع التظاهر الرافعين شعارات «مساندة شعبية لوزير الداخلية» «دولة قانون ومؤسسات شعار الثورة للممات» و»تونس حرة حرة والتجمع على برة». وفي حديث مع محمد نجيب وهيبي عضو الهيئة الوطنية ومنى الوسلاتي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة أفادا أن الإضراب الوطني العام الذي تم أمس بالجامعة التونسية احتجاجا على التعامل اللامسؤول مع الاتحاد وعلى عدم التجاوب مع مطالبه في فتح باب الحوار مع سلطة الإشراف سجل نجاحا كبيرا خاصة خلال الفترة الصباحية حيث قدرت نسبة المشاركة فيه بين ثمانين وتسعين بالمائة.. لكن تدحرجت بعد ذلك إلى نحو ستين بالمائة بسبب تدخل الطلبة المساندين لحركة النهضة ومنعهم الإضراب. وقال وهيبي إن الاتحاد وجه العديد من المراسلات لوزارة التعليم العالي للحوار حول عديد الملفات تتعلق خاصة بالمنح الجامعية والسكن وإصلاح التعليم العالي لكن تم تجاهل هذه المطالب، وبالإضافة إلى هذا التهميش، تعددت انتهاكات الجامعة من قبل طلبة غرباء عنها لكن وزارة الإشراف صامتة على ما يحدث، كما تكررت الاعتداءات على الطلبة بالعنف في عدة مناسبات كانت آخرها يوم 9 أفريل حيث تم إيقاف العديد منهم واقتيادهم إلى مراكز الإيقاف وتعرضوا هناك للتهديد والتخويف والاهانات.. وبينت منى الوسلاتي أن طلبة الاتحاد نجحوا في إضرابهم العام وكان النجاح سيكون أكبر لو لم تقع محاولات كسره من قبل طلبة من أنصار حركة النهضة.. وفي الضفة الأخرى من الطريق الممتد أمام بوابة المجلس الوطني التأسيسي تعالت أصوات عدد كبير من المتظاهرين وعبروا عن تضامنهم مع وزير الداخلية قبل الجلسة الاستثنائية التي عقدها المجلس لمساءلته. وفي رسالة وجهها عدد من التجار وحرفيي وعملة ومسدي خدمات وأصحاب المحلات والمشاريع بشارع بورقيبة إلى رئيس المجلس التأسيسي ووزير الداخلية ووزير المالية ووالي تونس بينوا فيها أنه أمام الأوضاع الخطيرة التي أضرت بهم ماديا ومعنويا واقتصاديا وسياحيا فإنهم يناشدون تفعيل قرار منع التظاهر بالشارع ويدعون للضرب على أيدي «المارقين عن القانون». وفي حديث مع بعضهم بينوا أنهم تجار ويساندون قرار منع التظاهر بشارع بورقيبة وقال الشاذلي البوخاري إن القرار الذي اتخذه وزير الداخلية مؤخرا والقاضي بمنع التظاهر مقنع وفي محله والعدول عنه منطقي وضروري. وعن نفسه قال انه يساند قرار منع التظاهر. وعن سؤال يتعلق بموقفه من الذي يحدث شق هنا وشق هناك والبين بينهما شاسع ويؤذن بالفرقة قال إن الأمر مؤلم حقا لكن ليس هناك من خيار غيره الآن».