في إطار ندوة تحت عنوان «نحو إعلام حرّ ومسؤول» نظمّها مركز الإعلام والديمقراطيّة أوّل أمس، حضر الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالثقافة والتربية أبو يعرب المرزوقي الذي استهلّ مداخلته بوصف نفسه «المتطفّل على اختصاص الإعلام» مشيرا إلى أنّه كان سيحضر الندوة كمتفرّج، لكنّ صديقه لطفي زيتون الذي كان من المنتظر أن يحضر الندوة، طلب منه أن «يحلّ محله للكلام في موضوع ليس من اختصاصه». وانتقد المرزوقي الوجوه الإعلامية الشابة الحاضرة، قائلا: «إنّ الخطاب الإعلامي الذي أسمعه لا يمثّل الجيل الجديد وإنّما يمثّل الجيل الإعلامي القديم، وهو أمر يحيّرني». وخلال مداخلته، أشار إلى الجريدة الفرنسية «Le Canard Enchaîné» وهي جريدة مصنفّة ضمن الصحف الصفراء لكونها تتبّع أسلوب الإثارة والفضائح، واصفا بعض الصحف التونسية ب «Le Connard Enchaîné» أي وصف بعض الصحف بالحماقة رغم أنّه تجدر الإشارة إلى أنّ الثورة خلفّت صحفا تعمل على منوال «Le Canard Enchaîné». هذا «المتطفّل» تحدثّ عن اهتمام السياسيّين بالإعلام في مختلف الأنظمة السياسية، قائلا: «كلما حصل انقلاب إلا وحرصت الأنظمة على الهيمنة على الإذاعة والتلفزة، فالخوف من القوة والطمع في الثورة هما أداتا السلطان». وهنا يمكننا القول: «وشهد شاهد من أهلها»، إذ لم تتوقف الحكومة الحالية منذ وصولها الى الحكم عن انتقاد الإعلام حتيّ في المحافل الأجنبية وتحميله مسؤولية كلّ ما يحدث في البلاد دون أن ننسى تصريح رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي بأنّ التلفزة الوطنية إعلام حكوميّ ومن دورها تغطية الأنشطة الحكومية. لكن على إثر موجة الانتقادات، صرحّ بأنّها إعلام عمومي. كما نذكّر باقتحام عضو «النهضة» نجيب مراد مقر التلفزة الوطنية وتهجمه على الصحفيين متدخّلا في الخط التحريري، دون أن ننسى تصريحات بقيّة أعضاء الحكومة، وكأنّهم تناسوا أنّه من دور الإعلام وضع الإصبع على الداء لتتحرك الأطراف المعنية لإيجاد الحلول، لكن يبدو أنّ البعض من المسؤولين يريدون الحكم على الإعلام التونسي بالتبعيّة المؤبدّة.