جددت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت خلال الأسبوع الجاري النظر في قضية اختطاف واختفاء الطفل محمد عزيز المعلاوي منذ يوم 26 أوت 2008 بمنطقة أولاد المي من معتمدية غزالة وقضت بعدم سماع الدعوى في حق المتهم الوحيد في القضية... وإطلاق سراحه بعد نحو 13 شهرا من إيداعه السجن فيما قررت عائلة المفقود استئناف الحكم. قضية الحال فيها الكثير من الغموض والألم والحيرة... غموض يلف أطوارها... وألم يعصف بأطرافها وحيرة تسيطر على نفوس جميع متساكني معتمديتي سجنان وغزالة بولاية بنزرت... فالانتظار ظل سيد الموقف ولكن إلى متى الانتظار... وإلى متى ستظل هذه الحادثة تشغل بال أهالي المدينتين وتظل قلوبهم تخفق مع كل خبر جديد أو معلومة قد تقود إلى كشف الحقيقة... حقيقة اختفاء الطفل «عزيز».. خاصة بعد أن برأت المحكمة الابتدائية المتهم الوحيد في القضية وأطلقت سراحه؟
نوم فاختفاء
عن الواقعة يقول محمد المعلاوي القاطن بريف سجنان إن ابنه «عزيز» من مواليد 24 أفريل 2005 وهو ثالث أبنائه رافق يوم 26 أوت 2008 والدته إلى منزل خالتها القاطنة بمنطقة أولاد المي الريفية بمعتمدية غزالة لحضور حفل زفاف ابنتها وأضاف: «في حدود الساعة الثانية بعد الزوال أراد ابني الخلود للنوم فاصطحبته زوجتي إلى غرفة بالمنزل بها ما بين أربعة إلى خمسة أطفال نيام وظلت إلى جانبه حتى نام ثم خرجت إلى وسط «الحوش» حيث كان الأقارب بصدد شحن «جهاز العروسة» في شاحنة وبعد ربع ساعة فقط ولجت الغرفة لتفقد ابني فلم تعثر له على أثر... صاحت... صرخت.. بحثت عنه رفقة بقية الأهالي ولكن كأن أرضا ابتلعته...».
مصير غامض
يصمت هنا محدثنا ثم يواصل سرد الحادثة: «لقد سارعنا بإشعار مركز الحرس الوطني بغزالة وانطلقت التحريات وجاءت التعزيزات ولكن مصير ابني ظل غامضا... تواترت الأيام والليالي ولا أثر لابني إلى أن تلقيت مكالمة هاتفية». يتابع الأب :«أفادنا فيها قريبي أن الأهالي عثروا على ابني وحدد لي مكان تواجده فسارعت بالتوجه إلى هناك ولكن لا أثر له (الابن) وبإشعاري للأعوان بهذه المستجدات استدعوا هذا القريب فأنكر أن يكون أعلمني بحكاية العثور على فلذة كبدي ولكن بمزيد التحري معه اعترف بمهاتفته لي وإشعاري بتلك الرواية نقلا عن امرأة أخرى ليتواصل الغموض».
شهادة من الوزن الثقيل
وأضاف الأب: بعد 15 شهرا من البحث والانتظار فجرت شقيقتي خميسة سرا من الوزن الثقيل خافت من إفشائه بعد أن تلقت تهديدات بقتل ابنها بعد يوم واحد من اختطاف عزيز، إذ أفشت لقريبتين أنها سمعت شقيق زوجها(توفي لاحقا) يقول»ردوا ولد الناس»، وبسماع شهادتها لدى السلط الأمنية والقضائية أكدت انها شاهدت قريبة المتهم الوحيد في القضية تحمل بين يديها في وضعية النائم شيئا لفته في قطعة قماش حمراء وقد سلمت ذلك الشيء الذي لم تكن تعلم حينها أنه ابن أخيها إلى المتهم فلم تبال بالأمر، ولكن في اليوم الموالي أدركت أن عزيز هو من كان ملفوفا في قطعة القماش بعد أن جاءها المتهم في اليوم الموالي إلى منزلها وهددها بقتل ابنها إن تكلمت، وبناء على ذلك أودع قاضي التحقيق بابتدائية بنزرت المتهم السجن رغم تمسكه بالإنكار، غير أن الدائرة الجنائية برأته من التهمة الموجهة إليه ورفضت استدعاء الشاهدة الوحيدة في القضية».
الحقيقة
وختم الأب الذي ظل يطارد الحقيقة منذ حوالي أربع سنوات بالقول: «سنقوم باستئناف الحكم الابتدائي ونطالب بضرورة استدعاء الشاهدة الوحيدة في القضية وكشف حقيقة اختطاف ابني وتحديد مصيره، فقد شاع في المنطقة أن ابني اختطف لاستغلاله في استخراج الكنوز بما انه يحمل «شهوة» في عينه وهو ما يرجح تورط عصابة في عملية اختطافه ولذلك فإننا لن نصمت حتى تنكشف الحقيقة».