على الضفة الشمالية لوادي مجردة تنتصب مدينة طبربة على بعد 35 كيلومترغربي العاصمة على الطريق المحلية رقم 511 ويبلغ عدد سكانها حوالي 45 الف نسمة. طبربة.. قصة جميلة تمتد بدايتها الى أعماق التاريخ حيث الفترة الرومانية اذ كانت تسمى» thuburbo-minus» ومن هذا الاسم ستشهد المدينة فترة ازدهارها مع مجيء الأندلس واستقرارهم خلال القرن 18 للميلاد حيث قام الأندلسيون بتصميم المدينة حسب مخطط هندسي شطرنجي لم يكن شائعا آنذاك. تاريخ حافل.. وعراقة ممتدة.. ومع ذلك فالمدينة نخرها التهميش والوضع المعيشي صار مترديا للغاية والوضعية الاجتماعية باتت أكثر من حرجة... «الصباح» تحولت الى هذه المدينة.. وجابت شوارعها وأزقتها.. فكانت خلاصة هذه الجولة التحقيق التالي: تتميز معتمدية طبربة بطابع فلاحي إلا أن أغلب الأراضي دولية وقع التفويت فيها للمستثمرين بعنوان شركات استثمار ووفق كراسات شروط من بين بنودها التشغيل واستيعاب جزء من قائمة طويلة من المعطلين عن العمل، ولكن للأسف فهذه الشركات لم تطبق ما جاء بكراس الشروط ذلك أنها تشغل بضع عشرات من العمال الموسميين إلى جانب عدد ضئيل من العمال المرسمين على غرار شركة «سوداك» بأحواز طبربة والتي تشغل 9 عمال في مساحة تقارب 750 هكتار وقس على ذلك في بقية الشركات المماثلة. اقتصاديا مازالت طبربة تعاني من انعدام الهياكل الاقتصادية والمنطقة الصناعية المحدثة بهذه الجهة منذ حوالي العقدين بقيت حبرا على ورق ذلك أنها تعاني مشاكل عقارية إضافة إلى نفور المستثمرين جراء التعقيدات الروتينية.
نقائص عديدة
وفي هذا السياق اقترح شكري الغالي (معلم وأحد متساكني المنطقة) تسوية الوضع العقاري لهذه المنطقة الصناعية والإسراع بتسهيل الانتصاب لأصحاب المبادرات والمشاريع من المستثمرين ورجال الأعمال حتى يتم استيعاب هذا العدد الهائل من المعطلين عن العمل والذين يمثلون 20 بالمائة. من جهة أخرى وعلى المستوى الاجتماعي فان المعتمدية تعتبر من المناطق المهمشة على مدى عدة عقود، وفي هذا السياق ذكر عبد العزيز العياري (شيخ معوق) أنه منخرط بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي منذ حوالي 13 عاما وقد تجاوز عمره 63 عاما ورغم حالته المادية المتدنية ووضعيته الاجتماعية المتدهورة خاصة وهو متزوج، يجد نفسه عاجزا حاليا عن توفير أبسط الضروريات لعائلته وقد طالبه الصندوق بتسديد مبلغ مالي قدره 1500 دينار حتى يتم صرف مستحقات الشيخوخة. . والواقع أن النقائص في مختلف مجالات الحياة بهذه المعتمدية عديدة وكثيرة ومتشعبة .. وقد ذكر فتحي الماجري أن بعض أحياء المعتمدية تعاني من غياب خدمات الصرف الصحي وقنوات التطهير الى اليوم رغم تسديد المواطن لمعلوم التطهير ضمن فاتورة الماء كما أن معظم الأنهج تفتقر الى الانارة علاوة على انتشار الحفر بها، وهي اجمالا في حالة مهترئة وزيادة على ذلك تراكم الفضلات والأوساخ في كل مكان والمياه الراكدة بمجرد نزول الغيث وكثرة الأوحال .. فمتى تحظى المدينة بلفتة تزيح عنها الغبار المتراكم من العقود الماضية وتعيد اليها مجدها وعنفوان تاريخها؟