مجدّدا دوّى صوت الرصاص ليصيب ستة أفراد إحداهم أرداها قتيلة...حدث هذا خلال الليلة الفاصلة بين 1 و2 سبتمبر الجاري في مدينة سبيطلة الواقعة على بعد 30 كلم شرق ولاية القصرين ليطرح أكثر من تساؤل حول حقيقة ما حصل. ما حصل، وفقا لما رواه شهود عيان، خلاف في أحد أحياء المدينة تحديدا حي الملاجئ انطلقت شرارته منذ مساء الاربعاء وتطوّر الى مواجهات مع الدوريّة المشتركة مساء الليلة الموالية فحصل اطلاق نار أصاب 6 مواطنين(بعض المصادر تحدثت عن 40 اصابة ) بينهم فتاة في السادسة عشرة من العمر توفيت على اثر اصابتها، تلته عملية اعتداء على المستشفى المحلي واطاره الطبّي وشبه الطبّي والاعتداء على حافلات للنقل العمومي واعتداء على أملاك خاصة. الدكتور عادل الراشدي الطبيب المباشر مساء الواقعة روى ل«الشروق» ما حصل « في حدود الساعة الحادية عشرة و50 دقيقة قدمت الى المستشفى سيّارة من نوع ايسيزي وعلى متنها 6 مصابين كانت اصاباتهم متفاوتة في الارجل واليدين واخطرهم في الفخذ بالاضافة الى اصابة فتاة في جبينها وقد كانت مفارقة للحياة». وأضاف «كانت هناك حالة تشنّج في صفوف المرافقين لذلك خشيت ابلاغهم بوفاة الفتاة لكنهم تعمّدوا في البداية الاعتداء عليّ وعلى الممرض بالعنف اللفظي ثمّ تطوّر الامر الى الاعتداء البدني واعتدوا على المستشفى». كما قال إنّه سيرفع قضيّة شخصية على المعتدين بالتوازي مع القضيّة التي سيرفعها المكلّف بالنزاعات في وزارة الصحّة العموميّة. وحول الخسائر التي لحقت المستشفى المحلّي قال المسؤول الاول في المستشفى بشير حاجي انّه تمّ الاعتداء على تجهيزات قسم الاستعجالي بالكامل من ذلك تهشيم المقاعد والمكاتب كما تمّ الاستيلاء على «الكاسة» وفيها مبلغ قيمته 500 دينار وكذلك الاعتداء على صيدلية المستشفى وسرقة ألف «حربوشة» من أدوية الأعصاب المخدّرة وهي أدوية ممنوعة ولا يتم منحها للمرضى إلاّ بترخيص من الطبيب. ووصف حاجي ما حصل في المستشفى المحلّي بالجريمة والمخطّط المسبق «بعد أخذ تلك الكمّية من الأدوية أعتبر أن نيّة السرقة كانت موجودة لدى المعتدين لأنّهم أخذوا نوعا معيّنا من الأقراص المخدّرة». وأضاف حاجي «ما وقع ردّة فعل على ما حدث من تصادم مع قوّات الامن والجيش لكن ما دخل المستشفى والاطار الطبّي والمرضى المقيمين من اضطرّوا للهروب بعد الاعتداء على المكان». كما قال إنه تمّت سرقة حاسوب من المستشفى مؤكّدا أنه تمّ تهريب سيّارات الاسعاف حتّى لا تتعرض للحرق. من جهة أخرى قالت مصادر بوزارة النقل إنّه تمّ حرق حافلتين للنقل بين المدن وتهشيم بلّور أربع حافلات للنقل الحضري وتهشيم واجهة المحطّة. وقدّرت مصادرنا الخسارة الأوليّة ب200 ألف دينار. وفي قراءة لأسباب ما حصل من اعتداء على الملك العمومي حدّ التخريب أوضح حسّان القصّار أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس أنّ الاعتداء على الملك العمومي أو ما يعرف ب«رزق البليك» لدى العامة كان يحدث في السابق كتشفّ من السلطة...لكن المعتدين لم تكن لهم القدرة على الاعتداء على مركز أمن أو مستشفى وغيره لكن بعد الثورة أصبح المواطن يشعر أن كل ماهو عمومي أصبح ملكه وفي اطار غضبه على السلطة يعتدي على هذا الملك. وأضاف أن خطأ ما حدث منذ البداية أي بعد 14 جانفي حين خطب كبار المسؤولين في الشعب يعدونهم بالجنّة وكأنّ المشكل الاساسي كان في وجود بن علي وحده على رأس السلطة وانّ ازاحته وازاحة آل الطرابلسي ستفتح أبواب الجنّة للشعب لكنّ هؤلاء خطبوا ولم يضمنوا تحقيق ذلك لهذا ظهرت حالة من الغضب على السلطة الحالية فالثورة قامت من أجل تحسين الوضع المعيشي للأفراد لكنه لم يتم ذلك. وتوقّع أستاذ علم الاجتماع مزيدا من التشنّج في الجهات وربّما بأكثر حدّة. أسماء وزارة الداخلية: وفاة الفتاة ناتجة عن رصاصة طائشة انطلقت أحداث مدينة سبيطلة يوم أول أمس الخميس 1 سبتمبر 2011 على الساعة الحادية عشرة ليلا على إثر شجار نشب بين عرشي أولاد بن نومة والدزيرية خلال حفل زفاف، وقد آلت هذه الأحداث إلى تبادل العنف الشديد باستعمال بنادق صيد وآلات حادة وهراوات. وقد تطور الاشتباك ليتحول إلى عمليات حرق عجلات مطاطية وحاويات الفضلات بالطريق العام وسلب المارة بتعمد قطع الطريق قبل التحرك نحو مركز الشرطة قصد حرقه. وقد استوجب هذا الوضع الخطير تدخّل دورية أمن مشتركة بين قوات الأمن الداخلي وقوات الجيش الوطني التي سرعان ما تم محاصرتها من قبل مجموعة من المعتدين (1000 نفر) الذين تولوا رشقها بالحجارة والزجاجات الحارقة مما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح بليغة. وقد قام العنصر العسكري بإطلاق عيارات نارية في الفضاء لتفريقهم بعد استنفاذ جميع إجراءات الإنذار. وتجدر الإشارة إلى أن الشجار الحاصل بين أفراد العرشين أسفر عن وفاة فتاة عمرها 17 سنة، وقد تعذر على الطبيب المباشر للمستشفى المحلي تحديد سبب وفاتها حيث تم منعه من معاينة جثمانها من قبل أفراد عائلتها الذين نقلوها عنوة إلى مكان مجهول. وأمام اصرار الجانب العسكري على عرض جثمان الفتاة المتوفات تبين أن الهالكة أصيبت برصاصة طائشة. بالإضافة إلى ذلك فقد أصيب أربعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، اثنان منهم أصيبا برش بنادق صيد وإثنان بآلات حادة. وفضلا عن ذلك نتج عن هذا العمل الإجرامي حرق مركز الأمن الوطني بالمكان وثلاث حافلات بمحطة النقل البري وتهشيم الواجهة الأمامية للمستشفى المحلي وإتلاف المعدات الطبية الموجودة بقاعات العلاج والإضرار بمقهيين اثنين وثلاث شاحنات وسيارة مدنية ونهب محل مجوهرات ومخزن بيع مواد بناء بالجملة. هذا وقد عاد الوضع إلى حالته العادية فجر أمس. منع الجولان بدوز الشمالية والجنوبية تونس (وات) قررت السلطات المحلية منع الجولان بدوز الشمالية والجنوبية من الساعة السابعة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا اعتبارا من يوم أمس 2 سبتمبر 2011. ويأتي هذا القرار وفق بلاغ لوزارة الداخلية على اثر أحداث العنف التي نشبت نتيجة مناوشات بين مجموعتين من شباب دوز الشمالية ودوز الجنوبية يوم أول أمس الخميس 1 سبتمبر 2011 وأدت إلى حصول إصابات عديدة نتيجة التراشق بالحجارة واستعمال الأسلحة البيضاء وبنادق صيد وذلك رغم تدخل قوات الجيش والحرس الوطني للفصل بين المتشاجرين .ويرمي هذا الإجراء إلى تفادي تأزم الأوضاع. قبلي: أحداث عنف بمنطقتي القلعة والعبادلة شهدت ليلة أول أمس الخميس منطقتا القلعة والعبادلة من معتمدية دوز الشمالية بولاية قبلي أحداث عنف نشبت على اثر مناوشات بين مجموعة من شباب المنطقتين انطلقت شرارتها منذ ليلة عيد الفطر المبارك. وتصاعدت المناوشات ليلة الخميس مما أسفر عن سقوط 30 جريحا تم نقلهم الى المستشفى المحلي بدوز لتلقي الاسعافات الضرورية نتيجة التراشق بالحجارة واستعمال الأدوات الحديدية وبنادق الصيد الخاصة، وأسفرت هذه الاحداث عن حرق 3 منازل ومحطتين للتزود بالوقود على ملك شخصين من منطقة القلعة بالمدخل الشمالي لمدينة دوز. ورغم تدخل قوات الجيش والحرس الوطنيين لوضع حد لهذه الأحداث الا أن البعض منهم عاد عند الصباح لتصعيد العنف وقطع الطريق الرابطة بين المنطقتين المتنازعتين والطريق الرئيسية الرابطة بين دوز ومدينة قبلي ومنع الأهالي من الالتحاق بعملهم. وقام الاطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى المحلي بدوز بوقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير الحماية الضرورية لهذا المرفق الصحي وللعاملين به خاصة وانه يقع بين المنطقتين المتنازعتين.