تونس - الصباح: تفاعلا مع الموضوع المتعلق بالاشارة إلى جملة من مظاهر الاهمال السائدة بعدد من المؤسسات التربوية سواء ما طال ويطول التجهيزات والمعدات أو ما تعلق بحالة القاعات وغياب النظافة... وهي مظاهر لا تهم حالات معزولة وليست محدودة في العدد ولا في المكان وليست بالتالي حكرا على مدارس نائية دون غيرها أو أوساط عمرانية معينة دون سواها بعيدا عن التعميم المطلق... إذن تفاعلا مع الموضوع وبهدف توضيح الجهد المبذول والاعتمادات المرصودة والحرص الذي تتعاطى به وزارة الاشراف في مواجهة هذه المظاهر وتدارك النقائص تم تمكيننا من بعض المعطيات وهي عبارة على أرقام تختزل في باطنها أهم المجهودات الرامية إلى تكثيف العناية بعنصر الصيانة والتعهد للمؤسسات التربوية سيما الرصيد القديم منها الذي يحتاج دوما إلى ميزانيات صيانة قارة لانجاز الاصلاحات والاشغال المتأكدة والمستعجلة والتدخل لتوفير التجهيزات اللازمة. اعتمادات وحاجيات الارقام المتوفرة لدينا تبرز ما يخصص من اعتمادات متجددة لانجاز برامج الصيانة السنوية والتي رصدت خلال سنة 2007 ما يزيد عن 041،28 مليون دينار فيما رصدت الميزانية العامة لوزارة التربية والتكوين لهذه السنة (2008) نحو 100،21 مليون دينار موجهة لبرامج الصيانة تنضاف لها اعتمادات الصيانة الموجهة للمبيتات والمقدرة ب8 مليون دينار وفي شرح مستفيض لتفاصيل توزيع ابواب هذه الاعتمادات تشير البيانات إلى أنه تم سنة 2007 صرف أكثر من 329،7 مليون دينار لفائدة المدارس الابتدائية دون احتساب منحة بواحد مليون دينار موجهة لدعم صندوق جمعية العمل التربوي مخصصة لهذه المؤسسات وخصصت للمدارس الاعدادية 068،5 مليون دينار وأقرت اعتمادات ب643،6 مليون دينار لمؤسسات التعليم الثانوي فيما بلغت الاعتمادات التي رصدت للمبيتات 8 مليون دينار هذا دون احتساب الاعتمادات التكميلية التي يتم ضخها سنويا واستثنائيا كلما استوجبت الحاجة لانجاز أشغال طارئة. العناية بالفضاء المدرسي الجهد المادي إذن يغني عن التعليق رغم يقيننا أن ما تتطلبه برامج الصيانة بمؤسساتنا التعليمية من اعتمادات يتجاوز الامكانيات المتوفرة وهو ما يجعل من اللجوء إلى تحديد سلم أولويات في التدخل مسألة مفروغ منها وخيار لا مفر منه... كما أن الحرص على تذكير إدارات مختلف المؤسسات التربوية مطلع كل سنة دراسية جديدة عبر مناشير واضحة ومباشرة تحث على العناية بالفضاء المدرسي واقع ملموس ومن ذلك ما ورد بالمنشور الصادر في سبتمبر 2007 والمتعلق بتنظيم الحياة المدرسية والذي نص على ضرورة العمل على تنظيف قاعات الدرس وإزالة ما يكتب على الجدران والطاولات والسبورات في نهاية كل يوم وتوفير الأثاث والتجهيزات ورعاية المجموعات الصحية مع الحرص على نظافتها وتزويدها بوسائل النظافة إلى جانب الدعوة إلى العناية بالمظهر الخارجي للمؤسسة وتجميل مدخلها. اليد في اليد ولكن وفي ظل تعدد شبكة المؤسسات التربوية التي تعد نحو 5844 مؤسسة بين ابتدائية وإعدادية وثانوية نعتقد من جهتنا أنه يصعب حتما تلبية كامل الحاجيات وتجاوز كامل النقائص والقضاء كليا على مظاهر الاهمال غير أنه في توفر جهود الجميع من إدارة المؤسسة التربوية وممثلي مجلس المؤسسة ومساهمة النسيج الجمعياتي وتفعيل دور منظمة التربية والاسرة باعتبارها المنظمة الاقرب إلى المدرسة والتلميذ والاسرة ولها من الامكانيات ما ييسر تنفيذ جانب من برامج الصيانة إلى جانب تثمين دور المربي وفتح قنوات الحوار داخل المؤسسة ومنح التلاميذ فرصة الاسهام الفاعل في دعم الحياة المدرسية وتشريكهم في المحافظة على المعدات وتحسيس زملائهم بأهمية التخلي عن بعض سلوكيات العبث بالتجهيزات ومنها الكتابة على الجدران والطاولات وحثهم على إعلام إدارة المدرسة أو المعهد بأي خلل قد يطرأ على المعدات في الإبان واستشارة الاولياء والاصغاء إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم في كيفية التصرف في اعتمادات الصيانة وضبط أبواب نفقاتها الاولية... ولم لا تشريك المقتدرين منهم في تمويل جانب من الاصلاحات المستوجبة والاقتناءات المفيدة للمدرسة مع حث إدارات المؤسسات التربوية على المبادرة الفورية بالقيام بالصيانة والتعهد في إبانها قبل تفاقم مظاهر الاهمال والاخلالات والحرص على تجاوز كل العراقيل الادارية التي قد تحول دون صرف الاعتمادات بالسرعة المطلوبة... بهذه الوسائل وبتغير عقلية التسيير للمؤسسة والتوجه نحو تشريك كافة الاطراف المعنية بالرأي والمقترح يمكن في نظرنا تطويق مظاهر قلة الصيانة في المحيط المدرسي.