حمادي العقربي من الاسماء التي مازالت تسطع في سماء الكرة التونسية وتحتفظ بها الذاكرة الجماعية الرياضية في بلادنا، التقينا به قبل انطلاق بطولة افريقيا لكرة القدم غانا 2008 للحديث عن حظوظ منتخبنا في هذه التظاهرة الكروية الافريقية فكان هذا الحوار: س: على ضوء آخر المستجدات واختيارات الممرن روجي لومار وما وفره من زاد بشري وما توفرت لديه من امكانات على جميع الاصعدة كيف ترى حظوظ منتخبنا؟ ج: في مثل هذه المنافسات انا دوما متفائل ومادمنا منحنا مدرب المنتخب الثقة لكي يختار لاعبيه ويتحمل المسؤولية في ذلك علينا ان ندعمه الى آخر وقت ونتركه يعمل بالرغم من ان المنتخب قد لاقى بعض الصعوبات اثناء التحضيرات في مختلف مراحلها فانني متفائل لان منتخبنا لا يخيب آمالنا في مثل هذه المناسبات. س: هل بامكانه بالزاد البشري المتوفر ان يتجاوز كل المراحل ويذهب بعيدا في هذه المسابقة بالرغم مما قيل عن المنتخب؟ ج: اعتقد انه بامكانه ذلك لِمَ لا..؟ اقول هذا الكلام وما أبداه الكثيرون هذه الايام من تشاؤم نظرا لعدم رضاهم باختيار الممرن لان ثقتي لم تتزعزع في المنتخب وحاليا كتونسيين لا بد ان نساعد منتخبنا وعلينا ان لا نحط من عزائم اللاعبين. س: لكن دون التدخل في اختيارات الممرن من حق التونسيين ابداء آرائهم خاصة بخصوص دعوة اللاعبين. فقد حصل اجماع شبه كلي حول ضرورة دعوة بعض الاسماء على غرار زياد الجزيري وعبد الكريم النفطي وزهير الذوادي وامير العكروت هؤلاء اكدوا قدرتهم على الاضافة وامكانهم مساعدة المنتخب وذلك بشهادة الخبراء والفنيين فما هو تعليقك على ذلك؟ ج: هذا رأينا كمتفرجين بعيدين كل البعد عن معمعة التحضيرات وعن قلب الحدث لا اعتقد ان روجي لومار قد ادرك ان اللاعبين الذين ذكرتهم افضل من الموجودين حاليا ولم يوجه لهم الدعوة. الأكيد ان ثمة اسبابا وجيهة لذا من الضروري التعمق في هذه الاسباب وادراكها قبل انطلاق الاحكام. س: يواجه منتخبنا على التوالي نظراءه السينغالي فالانغولي ثم الجنوب افريقي فكيف ترى هذه المرحلة. لا سيما مقابلتنا الاولى مع المنتخب السينغالي؟ ج: ادرك جيدا ان المهمة لن تكون سهلة بالنسبة الى منتخبنا بالرغم من ان منافسنا السينغالي ليس اقوى منا على جميع الاصعدة عندما يكون منتخبنا جاهزا على مختلف الاصعدة فنيا وبدنيا وتكتيكيا، انا متأكد من أننا سنتجاوز عقبات الدور الاول ولكن بصعوبة ويبدو لي ان المقابلة الاولى هامة وهامة جدا وباعتبار اننا سنواجه السينغال في اللقاء الاول يمكن القول بان هذه المواجهة هي الاعسر لانها المفتاح. س: لدى الممرن ثلاثة وعشرون لاعبا فكيف سيواجه المنتخب السينغالي في اعتقادك؟ ج: الاكيد انه درس بعمق المنافس وسيستقر رأيه على اختيار معين وفق نقاط قوة هذا المنافس ونقاط ضعفه وكذلك على ضوء استعدادات لاعبيه في الايام الاخيرة قبل اللقاء وينتظر ان لا يواجه منتخبنا كلا من السينغال وانغولا بنفس التشكيلة وذلك لاسباب تكتيكية بحتة. س: هل تنتظر ان لومار سيتوخى طريقة دفاعية تحسبا لما من شأنه ان يفاجئ منتخبنا في هذه المقابلة الاولى التي تعد مفتاحا لبلوغ الدور الثاني فما هو رأيك؟ ج: فعلا ينتظر ان يتوخى الحذر في هذه المواجهة الاولى.. فلا سبيل الى التهور والمجازفة بالاندفاع الى الهجوم بكل القوى الاحتياط ضروري ولكن ليس بطريقة دفاعية بنسبة مائة في المائة. س: موقف اللاعبين في الآونة الاخيرة من الاعلاميين كان موقفا سلبيا فالاعلام هو الذي يصنع النجوم فلماذا هذا التعتيم الذي حرم الملايين من معرفة آخر المستجدات المتعلقة بالمنتخب فما هو رأيك في ذلك؟ ج: اي نجاح في اي منتخب او اي فريق هو ثمرة جهود اطراف عديدة منها الاعلام بدرجة وقد ساهم في نجاح المنتخب فيما مضى بالرغم من وجود العديد النقائص من حق الاعلاميين توجيه النقد وابداء آرائهم. ولكم ينبغي ابقاء هذه المسائل الى ما بعد الدورة والقيام بمحاسبة جميع الاطراف عموما من الضروري تجاوز هذه المسألة قد تكون للاعبين اعذارهم، هؤلاء هم ابناؤنا فلا بد ان نساعدهم ونهيء بهم اسباب النجاح ففي نجاحهم نجاح تونس لذا علينا ان نمنحهم الفرصة للبروز والتألق. س: تبدو شديد التفاؤل فما هو السبب؟ ج: ادرك جيدا انه لا وجود للمنطق في الكرة وللحسابات المسبقة، انا على يقين من أن لاعبينا في خضم هذه الاجواء سيرفعون التحدي لتحقيق احلام الجميع وتجسيم انتظاراتهم على أرض الواقع، ولتأكيد ما ذهبت اليه اشير الى ان ما حققه منتخبنا في الشوط الاول من نهائي كأس افريقيا في كرة اليد من تفوق ينبئ بعدم التفريط في اللقب ولكن حصل العكس فبدا الواقع مختلفا تماما عن جميع التوقعات والتصورات وبعيدا عن كل منطق.