يتواصل معرض لوحات الخط العربي بدار الثقافة بن خلدون بالعاصمة إلى غاية 13 من الشهر الجاري بعد أن انطلق يوم 2 من نفس الشهر. المعرض تنظمه وزارة التربية في إطار الاحتفال بالأسبوع الوطني الأول للتربية على قيمة العمل، وهو يضم العديد من اللوحات التي جسدت آيات قرآنية متنوعة. لوحات في غاية الجمال عكست مهارة الخطاطين سواء كان ذلك من خلال الخط الديواني أو الخط الكوفي أو الخط المغربي.. وبما أنّ الكتابة العربية قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة عبر الاستدارة والتشابك والتداخل والتركيب، كانت الأعمال الفنية بمثابة أرابيسك تعتمد جماليا على قواعد بدت خاصة في هذا المجال انطلاقا من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة ليُستخدم في آداء تلك القواعد عناصر غالبا ما تعتمدها الفنون التشكيلية، ما من شأنه أن يجعل الخط يتخذ رونقا جماليا مستقلا عن مضامينه مرتبطا معها في الآن نفسه. عشرات اللوحات بفضاء ابن خلدون بالطابق الأول تشدّك وأنت تتأمل معظم الحروف فيها. تستوقفك جمالية الخط الكوفي والكوفي المظفر حيث تكون الألفات على شكل ظفائر. وقد اتخذ مساحات كبيرة من اللوحات ما زاد من جماليتها شكلا ومضمونا. كما كان خط النسخ وهو أحد أوضح الخطوط العربية على الإطلاق نظرا لأنّه يعتبر أوّل خطّ يتعلّمه النشء في العالم العربي والإسلامي- حاضرا في المعرض فأفضت بساطته وسهولة قراءة الآيات إلى أبعاد جمالية متنوعة. هذا الى جانب الخط الفارسي حيث رسمت الحروف بدقة وأناقة وحسن توزيع فضلا عن رشاقة الرسم ليربط الفنان بين الحرفين في الكلمة الواحدة بشكل متميز وبين الكلمتين المتعاقبتين فحملت اللوحة العديد من الدلالات والايحاءات من الناحية الجمالية بالإضافة الى مضمون العمل.