بعد إضراب 16ماي الذي نفذه نحو 90بالمائة من المعلمين بالمدارس الإبتدائية وهو الأول من نوعه الذي دعت له نقابة التعليم الأساسي في ظرف الموسمين الدراسيين الأخيرين أفضى إجتماع الهيئة الإدارية القطاعية المنعقدة مساء أول أمس بطلب من النقابة العامة للتعليم الأساسي إلى إقرار إضراب جديد يومي 30و31ماي الجاري. حول خلفيات هذا التصعيد وأسبابه صرّح طاهر الذاكر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي ل-الصباح- «أنّ حملة التشويه التي نظمتها وزارة التربية في الفترة الأخيرة ضد المعلمين وتعمدها مغالطة الرأي العام عبر ادعائها التجاوب مع المقترحات المتفق عليها لا يعدو أن يكون سوى تمويها ورفضا للحوار وصدا عن الوصول إلى حلول توافقية.» وأوضح أن ما تحدثت عنه الوزارة» لا يعدو أن يكون سوى مغالطة كبرى وأن ماذهبت إليه من نقاط إتفاق ليس إلا مقترحات صادرة عنها ولم تصدرعن النقابة التي لم تؤخذ مطالبها بالاعتبار». وأشار المتحدث إلى أنّ «حملة التشكيك والمغالطة التي تم انتهاجها لا تعكس بالمرة رغبة الحكومة في التوصل إلى حلول توافقية وإلى تفاوض بناء بل تنم عن تشويه وسعي لتوتير العلاقة بين الأولياء والمربين من جهة وبين التلاميذ والمعلمين». مضيفا بأن صورة المربي أقوى من أن تعيبها أو تهزها مثل هذه الحملات التي انساقت إليها بعض وسائل الإعلام -على حد تعبيره- عبر التركيز على إبراز استياء التلاميذ من كثرة الإضرابات، رغم أنّ إضراب 16ماي يعتبر الأول منذ جانفي 2011 وبالتالي لا مبرر في نظره-للمزايدات وللتوظيف المكشوف المواقف. «وقال في سياق متصل إن» علاقة المربي بتلاميذه أمتن وأعمق مما يتصوره البعض بل إنها تفوق قوة ومتانة علاقة التلاميذ بأوليائهم.» وحول تزامن موعد الدخول في إضراب ثان بيومين مع إمتحانات نهاية السنة مع ما يستتبع ذلك من تداعيات دحض الذاكر مثل هذا الترابط موضحا بأن مواعيد الإختبارات تنطلق بعيد أيام (4جوان) وبأن المربي أدرى بمصلحة التلميذ وبأن علاقته به فوق أي مزايدة. وأضاف بأنّ النقابة لا تنظر إلى الإضراب كغاية أساسية في حد ذاته بل كخطوة نضالية أخيرة بعد استنفاذ وسائل التفاوض مجددا استعداد النقابة لمواصلة التفاوض ودعوة الوزارة للحوار البناء حول لائحة 27 أفريل. ومادامت قنوات الحوار مفتوحة ولم توصد بعد من هذا الطرف أو ذلك فالامل جائز بأن يكون الإنتصار لهذا المنهج الورقة الرابحة عبر مواصلة الجلوس إلى طاولة التفاوض بشكل فاعل وعملي يفضي إلى مخرج توافقي للمسائل العالقة. وما أحوجنا إلى أن تغلق السنة الدراسية الحالية على إيقاع إيجابي بعيدا عن أجواء التجاذب والتوتر.