أفرزت أشغال ندوة مديري دور الثقافة التي انتظمت أيام 14 و15 و16 ماي الجاري بأحد نزل مدينة المنستير عن مجموعة من التوصيات تهم التنظيم القانوني وكيفية تطوير أساليب التصرف الاداري والمالي والبنية التحتية لهذه المؤسسات. ودعت بعض هذه التوصيات إلى تفعيل بعض الاتفاقيات على غرار اتفاقية التعاون المبرمة بين وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي بتونس وجامعتي نوادي السينما والسينمائيين الهواة وإلى إعادة هيكلة أغلب المندوبيات الجهوية للثقافة وتوسيع صلاحياتها واستقلالية سياستها الثقافية ممّا يساهم في تحقيق اللامركزية على مستوى النشاط الفكري والفني والتوزيع العادل لهذه البرامج الثقافية في مختلف المناطق والجهات التونسية غير أن السؤال المطروح هل أن صياغة التقرير النهائي في شكل مقترحات يساعد في تحقيق التحول الجوهري المنشود في أسلوب عمل دور الثقافة في تونس؟ هل ستصحب المقترحات إرادة في التنفيذ ؟ إن طرح هذا السؤال يتخذ مشروعيته خاصة إذا ما تذكّرنا أننا شهدنا وعشنا على وقع هذه الشعارات في السابق إذ أن تفعيل بعض الاتفاقيات أو القوانين يحتاج إلى أكثر من تعدادها والتأكيد على أهميتها. يحتاج الأمر إلى معرفة مدى الاستعداد لتنفيذها وإلى تقييم جديّ لنتائجها. وفي ما يتعلق بعمل دور الثقافة بالبلاد نحتاج إلى معرفة آفاق عملها وأهدافها واستقلاليتها الكاملة عن الأحزاب والتوظيف السياسي ومدى استعدادها لتجسيم فكرة الإبداع المتعدد والثقافة المتعددة. من جهته تعهد وزير الثقافة مهدي مبروك بالقطع مع السياسة المتبعة في العهد السابق حينما انتقد بشدة في مداخلته الافتتاحية لملتقى مديري دور الثقافة وعنوانها «آفاق العمل الثقافي في ظل الانتقال الديمقراطي» السياسة الثقافية التي كانت متبعة في البلاد قبل الثورة وعدّد سلبياتها ومن بين هذه السلبيات التي ذكرها احتكار الدولة للشأن الثقافي والمركزية المفرطة للأنشطة الثقافية المركزة في العاصمة وبعض المدن الكبرى وقال وزير الثقافة في ذات السياق: «أنه لم يعد مقبولا أن تظل يد الدولة مبسوطة على الفضاءات الثقافية». ودعا الوزير مديري دور الثقافة إلى تكريس حرية الابداع والابتكار والالتزام بالحياد إزاء كل الحساسيات والعدالة في ترويج العروض الثقافية المبرمجة. وللتذكير فإنه تمّ خلال الملتقى الوطني لمديري دور الثقافة تقديم مجموعة من المداخلات تمحورت حول عدد من القضايا ذات الصلة بالتحول الثقافي بعد الثورة ومن بين المداخلات التي تمّ تقديمها بالمناسبة «من الثقافة إلى ثقافة الثورة» للأستاذ سالم لبيض و»واقع العمل الثقافي بدور الثقافة بعد الثورة، تجربة المركب الثقافي بسيدي بوزيد» لمحمد فريد البكاري (مدير المركب) أمّا الورشات التي انتظمت خلال الملتقى فنذكر منها ورشة «نوادي المسرح وتوزيع الانتاج المسرحي في الجهات التي أشرفت عليها مديرة الفنون الركحية والدرامية نجاة جنات وورشة «تفعيل النشاط السينمائي بدور الثقافة» للسيدة منيرة بن حليمة كاهية مدير إدارة السينما.