وكان المحامي شرف الدين القليل الذي ينوب عائلات الشهداء والجرحى فجّر مفاجآت من الوزن الثقيل أثناء مرافعته مساء أمس الأول حين أكد أن كشوفات المكالمات الهاتفية للمتهمين قد أعدمت ولا وجود لها بمختلف شركات الاتصال إضافة إلى الضغط الخطير الذي سلط عل حاكم التحقيق العسكري بالكاف من قبل الحبيب الصيد ومسؤولية المنصف العجيمي ومن عمل معه بتالة في أحداث القصبة واحد ووجود إخلالات في التحقيقات ومتهمين حقيقيين ظلوا بعيدين عن القضية وقال القلّيل إن هذه القضية «هي أول قضية في تاريخ تونس توثق لجرائم البوليس ويحاكم فيها أمنيون..هؤلاء المتهمين هم دكاترة في القمع الأمني ثم توجه للقاضي قائلاأنتم اليوم في امتحان من أجل إبراز استقلالية القضاء وهو آخر امتحان لكم حتى تؤكدوا للشعب أن زمنألو قد ولى. واستغرب القليل من غض النيابة العسكرية النظر عن المسؤولية الوسطى في كل ما حدث وعن إحالة فصيل أمني يتكون من 200 عون(الإدارة العامة للمصالح المشتركة) ساهم فعليا حسب قوله وإداريا في ما وقع بتالة والقصرين وعلى رأسها محمد الهادي حمودة، فتدخل حينها ممثل النيابة العسكرية وأكد ان النيابة العدلية أحالت الملف على النيابة العسكرية التي واصلت النظر فيه. وأشار الأستاذ شرف الدين القليل إلى أن حملة ممنهجة حصلت بعد 14 جانفي 2011 لإتلاف أدلة الإدانة كما تطرق إلى الضغط الخطير الذي مورس على حاكم التحقيق العسكري بالكاف واستدل بمراسلة صادرة عن وزير الداخلية السابق الحبيب الصيد تحت عبارة سري للغاية، وتساءل عن سبب رفض الطلبات التحضيرية لمحاميي القائمين بالحق الشخصي لمزيد تعميق البحث مثل طلب استجلاب دفاتر مسك الذخيرة والأعيرة ورفض استدعاء فرحات الراجحي. إعدام كشوفات المكالمات الهاتفية قال القليل إن كشوفات المكالمات الهاتفية التي صدرت عن مسؤولين أمنيين من هواتفهم المحمولة قد أعدمت (ترى من أعدمها؟) وكشف في مرافعته عن وجود وثائق تثبت قيادة المنصف العجيمي ومن كان معه في تالة لعملية قمع اعتصام القصبة 1 يوم 28 جانفي 2011، وأشار إلى أن ما وقع في الحوض المنجمي من قمع هو نفسه ما وقع في تالة(نفس المطالب الاجتماعية والاحتجاجات ونفس أسلوب القمع ونفس المتهمين) مضيفا أن تعليمات اعطيت بجعل تالة والقصرين مقبرة لأهلهما، والدليل على ذلك(وجود التعليمات) إرسال مسؤولين أمنيين إلى المدن وحضورهم ميدانيا مثل خالد بن سعيد وجلال بودريقة إضافة إلى أن إطلاق الرصاص يوم 8 جانفي 2011 حصل في نفس الوقت بالقصرين وتالة ورغم سقوط ضحيا فإن تقييم قاعة العمليات بالقصرين للأحداث كانالوضع مستقر.