تنطلق يوم السبت القادم الدورة الثانية لمهرجان الضحك بتونس الذي يقام بالمسرح البلدي بالعاصمة وانتظم بالمناسبة لقاء صحفي جمع المنظمين وعدد كبير من وسائل الإعلام بمطعم Le Seizieme بحي النصر بتونس لتقديم برنامج الدورة الجديدة للمهرجان والأهداف منه. ويمكن القول أن هذه التظاهرة الثقافية الترفيهية الحديثة لم تستغرق وقتا طويلا على ما يبدو لإقناع أهل الذكر للحصول على الدعم المادي والمعنوي. السبب يعود لموضوع التظاهرة دون شك أي الضحك ومن يستطيع أن يتحدث في الموضوع أكثر من السيدة دليلة الغرياني أستاذة في اختصاص قد لا يكون متداولا كثيرا في تونس لكنه معترف به دوليا ألا وهو" يوغا الضحك" والتي تعالج الناس بالضحك وقد دعيت بهذه المناسبة للحديث في الموضوع ولكن هناك أسباب أخرى من بينها بالخصوص أن مداخيل المهرجان تخصص بالكامل لنوعية خاصة من الأطفال تتعهد جمعية اتحاد المدارس المختصة والمندمجة " يونيزي "منذ تأسيسها سنة 2001 بالأخذ بيدهم على اعتبار أنهم من الأطفال ذوي الإحتياجات الخصوصية والعمل على إدماجهم في المجال المدرسي أو المهني أو الإجتماعي. وقد أكدت السيدة ليليا عثمان شلوقي المتخصصة في علم النفس التي حضرت بالمناسبة وتحدثت عن مختلف نشاطات الجمعية والأهداف التي تسعى لتحقيقها على جدية الدور الذي تظطلع به الجمعية غير الحكومية خاصة وأن جهودها تخص التلاميذ المهددين بالفشل الدراسي سواء الذين لهم صعوبات دائمة أثناء التعلم أو التلاميذ في حالة فشل أو إخفاق كما عددت فئات الأطفال الذين ينتفعون بخدمات الجمعية مع إلحاح شديد على أهمية الدور الذي تقوم به وحاجة الجمعية إلى موارد مالية تسمح لها بآداء رسالتها الإجتماعية في ظروف طيبة. عدة أطراف ساهمت إذن في دعم هذه التظاهرة التي تنظمها شركة " يليل للإنتاج " والجمعية المذكورة من بينها بنوك ووزارات إلى جانب تونزيانا وإذاعة موزاييك إلخ. نصر الدين بن مختار وجعفر القاسمي يمثلان تونس ...وآن رومانوف تقدم عرضين في الليلة الواحدة ينطلق مهرجان الضحك بتونس يوم 26 جانفي الحالي ليتواصل إلى 2 فيفري المقبل. وقد استعرض السيد سامي منتصر ممثل شركة الإنتاج المنظمة للمهرجان مختلف فقرات التظاهرة معلنا أنه ستكون هناك فرصة كي يستمتع الجمهورالتونسي بعروض هزلية تقدم في تونس لأول مرة. يمثل تونس في هذه التظاهرة الدولية كل من نصر الدين بن مختار وجعفر القاسمي ومن المغرب والجزائر نجد كل من " بودر" الذي يقع تشبيهه بالممثل الهزلي الشهير جمال دبوز و" بعزيز" الملقب بالفنان الأوركاسترا نظرا لقدرته على إخراج مختلف أصوات الآلات الموسيقية من صوته وحنجرته فقط. أما المشاركة الأجنبية فهي خاصة من فرنسا ولعلنا نجد على رأس المشاركين الأجانب الفنانة آ ن رومانوف التي اشتهرت في المدة الأخيرة بتقديم مادة هزلية ساخرة تتمحور حول شخصية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. من بين الأسماء التي قد تجلب الجمهورأيضا نذكر الفنان متعدد الإختصاصات الذي نعرفه بالخصوص كمنشط تلفزيوني وراقص، الفتى الأسمر" أنطوني كافانا". بقية البرنامج تتمثل في عروض لكل من "إيف ليكوك " المختص في التقليد و" آدام ". مع العلم أن آن رومانوف تقدم عرضين متتالين خلال سهرة الإثنين فقد تم الإعلان عن تعذرالحضور بالنسبة " لطومار سيسلي" الذي كان من المفروض أنه يقدم عرضه في نفس الليلة قبل موعد الجمهور مع آن رومانوف. لا بد من الإشارة أيضا إلى أن تذاكر الدخول وقع تحديدها بين خمسة دنانير ومائة دينار. لماذا الضحك ؟ على كل إن لم تكن الأحداث التي يشهدها العالم اليوم والتي تفوق قدرة الإنسان على استيعابها وإيجاد مبررات معقولة لها خاصة وأننا نرى أن ما حدده العقل من ظوابط وما اصطلحت عليه البشرية من قيم أخلاقية يتم دوسها يوميا بالنعال وقد صار كل ما هو محرم من قبيل العادي وكل الحرمات مستباحة, إن كان ذلك لا يبعث على الضحك فإلينا برأي السيدة دليلة الغرياني التي نتصور أن حرفاءها سيكثرون مع الأيام طالما وأن عالمنا على تلك الحال. إن السيدة الغرياني لا يبدو أنها تأخذ المسألة مأخذ الهزل فهي تؤكد أن الضحك ليس فقط رياضة مفيدة بل إنه علاج وقدمت البراهين الطبية التي تؤكد حسب رأيها على نجاعة العلاج بالقهقهات. من يدري لعله يكون دواء ناجع وربما أقل تكاليف. في انتظار ذلك يعد مهرجان الضحك حسب تأكيد منظميه الجمهور بعروض لا تثير الضحك فحسب بل تنبع الضحكات من الأعماق.