إنتهت أمس الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية المصرية بعد يومين جسد خلالها المصريون الحلم وهو الادلاء بأصواتهم في انتخابات ديمقراطية تعددية شفافة جرت في هدوء تام. 13 مترشحا دخلوا السباق، ورغم أن الحظوظ لم تكن متساوية فإن الجميع دخلها بثقة وأمل في إنجاح التجربة الديمقراطية أولا. الناخبون وحسب ما عاينته «الصباح» في الشارع المصري وفي مكاتب الاقتراع، أعربوا عن سعادتهم وفخرهم بالمشاركة بالتصويت وفي اختيار رئيس مصر القادم.وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها منذ صباح الأربعاء أمام نحو خمسين مليون مصري مسجلين بالجداول الانتخابية في 13097 مركزا انتخابيا، لانتخاب رئيس جديد من بين 13 مرشحا يمثلون تيارات فكرية مختلفة، هم عمرو موسى، وأحمد شفيق، وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد سليم العوا، وحمدين صباحي، ومحمد مرسي، وأبو العز الحريري، وخالد علي، ومحمد فوزي، وحسام خير الله، ومحمد حسام، وهشام البسطويسي، وعبد الله الأشعل... واغلقت في اليوم الاول لتبقى المكاتب والصناديق تحت حراسة الجيش لتفتح مجددا صباح امس في اليوم الثاني والاخير من الانتخابات. وبالرغم من أن نسبة المشاركة جاوزت مبدئيا ال 50 بالمائة بقليل، فان الجميع اعتبر التجربة ناجحة والحلم تحقق خاصة في ظل الهدوء والاستقرار الذي رافق العملية الانتخابية. ومباشرة بعد غلق الصناديق، انطلق الفرز داخل اللجان الفرعية تحت اشراف القضاة وأمناء اللجان وفي حضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين.ومن المقرر إعلان النتيجة الثلاثاء القادم والمؤكد ان لا أحد من المرشحين سيتمكن من تخطي عتبة ال 50 بالمائة زائد واحد التي تمكنه من الفوز بكرسي الرئاسة مما سينجر عنه اللجوء الى جولة إعادة في شهر جوان القادم. حظوظ المترشحين وبالرغم من الغموض الذي رافق عمليات التصويت وصعوبة سبر آراء الناخبين نظرا لتشتت مراكز الاقتراع وكثافة عدد المقترعين، فان البعض وحسب استطلاعات غير ثابتة اشار الى تقدم مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، يليه عبد المنعم أبو الفتوح (اسلامي) في المركز الثاني فأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك في المركز الثالث ثم عمرو موسى في المرتبة الرابعة واحتل حمدين صباحي المركز الخامس. وحسب ما عاينته «الصباح» في الشارع المصري ولدى العامة والخاصة، فان المنافسة ستقتصر بالتأكيد على هذا الخماسي لكن الترتيب وخاصة بالنسبة للأربعة الأوائل سيكون قابلا للتعديل ومن شأن الرباعي المذكور أن يحتل أي مرتبة من الاولى الى الرابعة عند الاعلان عن النتائج الثلاثاء القادم. المجلس العسكري يحذر وفي ظل الغموض حول من سيكون الفائز او من سيمر الى الجولة الثانية، شدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد في مرحلتها الانتقالية أمس على أهمية أن يتقبل الجميع نتائج الانتخابات التي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه، وأكد المجلس أنه «يقف على مسافة واحدة -وبكل نزاهة وشرف- من جميع مرشحي الرئاسة». ويأتي ذلك بينما هدد نشطاء على الإنترنت بإطلاق «ثورة جديدة» إذا فاز أحد رموز نظام مبارك بالرئاسة، كما حذر البعض من ثورة جديدة في صورة فوز أحمد شفيق وبدرجة أقل عمرو موسى وحذر بعض المتشددين من عدم «فوز مرشح اسلامي يطبق الشريعة». شفيق يرد من جهته حذر أحمد شفيق من «مشكلة كبيرة جدا» في حال فوز مرشح إسلامي في الانتخابات.وقال شفيق أول امس بعد أن تم الاعتداء عليه بالحجارة عندما كان يستعد للإدلاء بصوته: «النظام الإخواني أثبت في الأشهر الماضية أنه مرفوض بالكامل من الشعب المصري». وأضاف أنه «كان خطأ كبيرا من الشعب المصري أن يثق في الإخوان ونحن الآن نعاني من تصرفاتهم».وكان شفيق عين من قبل مبارك - بعيد انطلاق الثورة وقبل ايام قليلة من الاطاحة به - رئيسا للوزراء. وبعد شهر تقريبا اضطر إلى الاستقالة تحت ضغط التظاهرات التي طالبت برحيله. اذن سيكون يوم الثلاثاء القادم حاسما ولو مرحليا لتاريخ مصر ولثورتها التي أطاحت بحسني مبارك بعد ايام قليلة من اطاحة الثورة التونسية بالمخلوع زين العابدين بن علي.