بعد أن احتفلت الشغيلة يوم غرة ماي الجاري بعيد العمّال في تجمّع عمّالي حاشد ذكّر الطبقة العمّالية وكل من شهد 12جانفي2011 بانتفاضة شعبية كانت محددة لفرار رأس النظام لازال الوضع يشهد في بعض جوانبه تجاذبات بين الإتحاد العام التونسي للشغل والحكومة القائمة في جو من الإنتقادات والرؤى ونظرة الحكومة المؤقتة المنادية بسنة بيضاء والتي كان رد الإتحاد فيها حاسما برفضه أن تكون سنة 2012 بيضاء يتم فيها تحميل تبعات الأزمة على كاهل الشغالين والفئات المفقّرة وهو ما أكّده ل«الصباح» الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان في تصريح خصنا به. لاحظ محمد شعبان أن البلاد «بلغت مرحلة حرجة من حيث غلاء المعيشة بسبب ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهل التونسيين، مشددا على الدور الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل وتضحيات الطبقة الشغيلة ضد الإستغلال.» واكّد ان الإتحاد سيظل قوة خير وفعل طالما لازال العمال يؤمنون بقيم منظمتهم وثوابتها. وانتقد الحكومة المؤقتة التي «وعدت الشعب بخطاب غير واقعي وفشلت في تلبية رغبة الشعب مع غياب الجرأة في المراقبة وإيقاف شبح تراجع الاقتصاد فيما يتعلق بالتهريب والاحتكار» حسب قوله. وأكد أن الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس «سيدافع عن مطالب العمال والأجراء المشروعة في إطار الدفاع عن الحق النقابي وتفعيل الإتفاقيات التي تماطل في إمضائها الحكومة الحالية،» داعيا «مناوئي المنظمة الشغيلة إلى الإبتعاد على تأليب الشعب ضد الإتحاد و بأن تُراجع الحكومة نفسها وتتشاور مع الإتحاد بحكم أنهم عملوا منذ اللحظات الأولى على حماية ثورة الشعب ولن يتراجعوا في ارجاعها إلى مسارها إن حادت من جديد»... تطبيق مقررات اتحاد الشغل يرى محمد شعبان ان الخيار الذي تنتهجه السلطة القائمة لا يخدم مصلحة جميع الأطراف وعبّر عن ذلك بقوله: «لا يمكن بأي حال من الأحوال تعطيل العمل في المؤسسات الحيوية وفي إطار الحرص على استقرار المناخ الاجتماعي نحاول فض المشاكل بالحوار دون التعدّي على حرمة وحرّية الغير». واضاف:» المؤسسة اليوم معرّضة للإفلاس غير أن من هم على رأس السلطة اليوم يريدون خلق أزمة لاستغلال الوضع مثلما كان الشأن قبل انتخابات23 أكتوبر التي انطلقت بالوعود ليتّضح العكس والكل صار يدافع عن موقعه لا على مصلحة البلاد مع ما نلاحظه من عجز في تطبيق القانون في سياق التمهيد للإنتخابات المقبلة وكل ذلك من باب الصراعات السياسية».. وفي ما يتعلق بمسألة التشغيل لاحظ شعبان أن الاتحاد لم يتم إشراكه في ايجاد حلول لأزمة البطالة، وقال»لنا رؤيتنا في ذلك وعدم التشاور في مثل هذا الملف الشائك يندرج في سياق المحاصصة الحزبية والمزايدة وهو ما يتجلى من خلال التعيينات القائمة على الولاءات الحزبية وغياب حوار على المستوى الجهوي يخدم مفهوم التنمية مع واجب الإبتعاد عن الفتنة واستعراض بعض الأطراف لقواها». وحذر من «التعامل بمكيالين إزاء هذه الظواهر والمساس بحرية الصحافة والإعلام جرّاء تحرّكات بعض المجموعات لفرض سيطرتها و حماية اطراف في السلطة»، على حد تعبيره.