أحيى نادي أحباء الشيخ إمام للغناء الملتزم في بداية الأسبوع ذكرى رحيل إمام محمد أحمد عيسى الموافق ليوم 7 جوان 1995 بحفل فني ملتزم شاركت فيه إضافة إلى أعضاء النادي من عازفين ومغنين شبان بقيادة أستاذ الموسيقى خالد الشامخ مجموعة الفنانة أمال الحمر وني وخميس العرفاوي حفل تفاعل معه الجمهور الحاضر بالغناء والتصفيق الحار وردد بكل حماس مع أعضاء الفرقة الملتزمة كل أغاني الشيخ إمام خاصة وقد عملت لجنة التنظيم على تصوير كل كلمات الأغاني ووزعتها على الجمهور. هذا الحفل حضره الشاعر آدم فتحي باعتبار انه الشاعر الوحيد الذي غنى له الشيخ إمام من خارج مصر وفلسطين والإعلامي الحبيب بلعيد الذي جازف ومرر له أغانيه التي كانت محظورة في تونس في الثمانيات عندما كان منشطا في إذاعة تونس الدولية والهاشمي بن فرج أول من وزع اسطوانة للشيخ إمام وعرف به في تونس. وعدد كبير من محبي فن الشيخ والمولعين به من تلاميذ وطلبة وكهول هزّهم الحنين على ما يبدو لأيام كان فيها غناء الشيخ ممنوعا خارج أسوار الجامعة أو الأطر الضيقة. حفظ القصيدة من سماع واحد ولحنها والشيخ إمام الذي غنى للبلد وللحرية وللحب ليقول أن الحرية والعدل والكرامة أساس الوجود على هذه الأرض ورسم الأمل في مستقبل أفضل رغم قساوة الواقع كان وسيظل علامة فنية راسخة ورمزا للفن الأصيل والأغنية السياسية والساخرة وفضله كبير على كل الفنانين والمجموعات التي برزت وسارت في نفس الطريق.. لقد أحب الشيخ البصير تونس وأهلها وحفظ قصيدة سمعها مرة واحدة ألقاها الشاعر آدم فتحي في سهرة فطلب التعرف عليه وسأل عنه والكلام هنا لآدم :»عن الولد الذي ألقى قصيدة «لا تبكى يا ولدي»ليستأذن ويطلب الموافقة على تلحينها وفعلا التقيته ليلتها ولحنها في صباح اليوم الموالي واسمعني إياها جاهزة.» ويقول مطلعها: لا تبكي فأحزان الصغر/ تمضي كالحلم مع الفجر وقريبا تكبر يا ولدي / وتريد الدمع فلا يجري إن سهرت أمطار معنا/ أو غطى البرد شوارعنا فالدفء يعمر أضلعنا ولهيب الأرض بنا يسري وإذا بحت لك أغنية / أوأنت قدم حافية فشموس رفاقك آتية / وستشرق من غضب الفقر وأضاف آدم فتحي: « لو كان الشيخ إمام حيا حاضرا بيننا لقال يا آدم هو أنا بقيت حاجة مهمة وإلا أيه؟.. لقد عرفت الشيخ وكان صاحب كاريزما صوفية محبا للحياة والمزاح والضحك وكان معوّلا على وجدان الناس وحفظهم لأغانيه يثبت انه لم يكن على خطأ.» وضع الأغنية الملتزمة ليس أفضل مما كان عليه أما حبيب بلعيد الذي بدأ كلمته بمر الكلام فقد ابدي إعجابا بالمستوى الفني الذي يتمتع به نادي أحباء الشيخ إمام رغم انه بعث منذ 6 أشهر فقط وبقدرة أعضائه على الغناء وتصوير مناخ قصائد الشيخ وقال:» إنهم مستقبل الأغنية في تونس وذكر الجمهور الذي استقبله بالتصفيق الحار كيف تمكن من تمرير أغاني الشيخ إمام دون رخصة في إذاعة تونس الدولية في بداية الثمانينات وبأول لقاء صحفي أجراه معه سنة 1984 تنزل في إطار عملية مقاومة للاستبداد بطرق مختلفة وغير مباشرة وقال:» لا ادعي أننا كنا أبطالا ولكننا استفدنا أيامها من مساندة كل الناس للقضية الفلسطينية العادلة واستطعنا أن نمرر مع الأغاني التي تنادي بتحرير فلسطين بقية الأغاني الملتزمة ومن بينها أغاني الشيخ إمام» وأضاف حبيب أن الوضع اليوم ليس أفضل مما كان عليه حيث أن تمرير الأغاني الملتزمة حاليا ولكثرة التيارات والأحزاب والحساسيات السياسية يمكن أن يؤول ويمكن أن يوصف المنشط بالمنحاز. وقال:» أن أحسن تكريم للشيخ إمام اليوم هو حفظ أغانيه والتغني بها والغوص في أبعادها لأنه ثبت أنها صالحة لكل زمان ومكان .» أحيان كثيرة الصمت فيها ابلغ من الكلام حفل إحياء الذكرى 17 لرحيل الشيخ إمام بدار الثقافة ابن خلدون شاركت فيه الفنانة أمال الحمر وني ومجموعتها بأغنيتي «كلمتين لمصر» و»اصح اصح طال النوم « بعد أن انضمت للمجموعة الصوتية لنادي أحباء الشيخ إمام واتحدت معهم لتكريم الشيخ وتقديم احلي أغانيه. وقد عبرت عن مدى إعجابها بالنادي وبأصوات وطريقة العزف والأداء خاصة بعد الاستماع إلى « يا عم إمام « أول أغنية للنادي كتب كلماتها المصري قدري نوار صديق الشيخ إمام ولحنها وأداها خالد الشامخ وتقول كلماتها: « أحيان كثيرة الصمت فيها ابلغ من الكلام» .